طائرة أوقفتها فرنسا بشبهة الاتجار بالبشر تهبط في الهند وعليها 276 راكباً

11 : 53

هبطت في الهند اليوم الثلثاء طائرة ركاب أوقفتها السلطات الفرنسية لعدة أيام، بسبب مخاوف من أنها جزء من مخطّط لتهريب البشر. وتجنّب ركابها أسئلة وسائل الإعلام أثناء خروجهم بسرعة من مطار مومباي.



وكانت الطائرة وهي من طراز إيرباص إيه 340 متّجهة من الإمارات إلى نيكاراغوا، عندما تمّ احتجازها الخميس الماضي في مطار فاتري شرق باريس حيث توقّفت للتزود بالوقود.



وأثناء توقّفها التقني هذا ورد إلى السلطات الفرنسية بلاغ بأنّ ركّابها يمكن أن يكونوا ضحايا عمليات اتجار بالبشر فتقرّر منعها من التحليق.


ومن بين 303 أشخاص في قائمة الركاب، كان هناك 276 على متن الطائرة التي وصلت إلى مومباي فجر الثلثاء.


وبدأ الركاب بالخروج بعد أربع ساعات، فيما رفضوا التحدث إلى الصحافيين وقاموا بتغطية وجوههم لحماية هوياتهم.


ولم يكن من الواضح ما إذا كانت السلطات قد استجوبت الوافدين، بينما لم تصدر الحكومة الهندية بعد أيّ بيان بشأن عودتهم.


ومن بين أولئك الذين بقوا في فرنسا، شخصان استجوبتهما الشرطة الفرنسية للاشتباه في أنّهما مهرّبا بشر.


غير أنّ مصدراً قضائياً أفاد بأنّه أُطلق سراحهما بعدما تبيّن أنّ الركاب صعدوا إلى الطائرة بمحض إرادتهم.


وأشارت مصادر قضائية إلى أن السلطات الفرنسية تواصل التحقيق في الانتهاك المحتمل لقوانين الهجرة، ولكن ليس في ما يتعلّق بالاتجار بالبشر.


وقال مسؤولون محليون إنّ 25 راكباً آخرين تقدّموا بطلبات لجوء في فرنسا، بينهم خمسة قاصرين.


وبحسب مصدر مطّلع على التحقيق، فإنّ هؤلاء الهنود هم على الأرجح عمّال في الإمارات خططوا للتوجّه إلى نيكاراغوا، لمحاولة دخول الولايات المتحدة أو كندا بطريقة غير قانونية.


وجاء السماح للطائرة بمغادرة فرنسا بعدما قضت محكمة بأنّ أي احتجاز آخر لركابها سيكون غير قانوني.


وبقي ركاب الطائرة التابعة لشركة طيران رومانية صغيرة هي "ليجند إيرلاينز"، في مطار فاتري خلال التحقيق.


ووفرت السلطات أسرّة فردية ومراحيض وحمامات، بالإضافة إلى منطقة "للعائلات" لضمان الخصوصية، بينما منعت الصحافيين من دخول المطار.


ووفقاً للمدعين في باريس، فقد كان من بين الركاب 11 قاصراً غير مصحوبين بذويهم.


وأعربت السفارة الهندية في باريس عبر منصة "إكس" الإثنين، عن امتنانها "للحل السريع" للمسألة.


ولم يتم احتجاز أفراد الطاقم الثلاثين. وكان بعضهم قد تولّى مهمّة رحلة دبي-فاتري، بينما كان على آخرين تولّي الرحلة إلى نيكاراغوا.



وقال مانويل أوروزكو مدير شؤون الهجرة في منظمة الحوار بين الأميركيتين ومقرّها واشنطن، لوكالة فرانس برس الشهر الماضي، إنّ استخدام الرحلات الجوية المستأجرة لمساعدة المهاجرين "ظاهرة جديدة نسبياً".


وأضاف أوروزكو أنه يعتقد أنّ مشغّلي الخطوط الجوية وسلطات مطار نيكاراغوا أجروا "حسابات اقتصادية" من أجل "المنفعة المتبادلة".


من جهته، قال نائب وزير الخارجية الهندي في موراليدهاران أمام البرلمان هذا الشهر، إنّ حوالى 100 ألف مهاجر هندي غير شرعي حاولوا دخول الولايات المتحدة هذه السنة، وذلك نقلاً عن بيانات الجمارك الأميركية وأجهزة حماية الحدود.


والعام الماضي، استحوذت هذه القضية على اهتمام الرأي العام، عندما تجمّد أربعة هنود حتّى الموت أثناء محاولتهم العبور إلى الولايات المتحدة سيراً على الأقدام من الحدود الكندية.


وكانوا من بين مجموعة مكوّنة من 11 شخصاً حاولوا القيام بالرحلة، حيث احتجزت السلطات الأميركية السبعة الباقين.


ويسعى العديد من المهاجرين الهنود للعبور إلى الولايات المتحدة لأسباب اقتصادية.


لكن خبراء حقوق الإنسان يقولون إنّ هناك عوامل أخرى تلعب دوراً في ذلك، من بينها قمع مجتمعات الأقليات في الهند.


وتعد الهجرة الهندية غير الشرعية إلى الخارج ظاهرة راسخة، حتى أنها شكلت خلفية للدراما الكوميدية البوليوودية "دانكي" (Dunki)، التي تم عرضها في دور السينما الأسبوع الماضي.


ويتناول الفيلم وهو من بطولة شاروخان، أحد نجوم السينما الأكثر شهرة في الهند، الوسائل المختلفة التي يحاول الهنود من خلالها القيام برحلة محفوفة بالمخاطر إلى الغرب بمساعدة عملاء عديمي الضمير ومسؤولي الحدود الفاسدين.


MISS 3