"حماس" تعتبره بمثابة "إعلان حرب"

"الضمّ"... تحذير أممي من إشعاله صراعاً إقليميّاً

02 : 00

"الضمّ" إن حصل سيكون بمثابة الزيت الذي يُسكب فوق آتون من النار (أ ف ب)

حذّر مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف أمس من أن مخطّط إسرائيل ضمّ أجزاء واسعة من الضفة الغربيّة قد يُؤجّج التطرّف ويُشعل صراعاً إقليميّاً.

وحضّ ملادينوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التخلّي عن المخطّط، وذلك قبل أيّام من الموعد المحدّد للإعلان عن جدول تنفيذ المشروع الإسرائيلي.

واعتبر المبعوث الأممي خلال مؤتمر صحافي في القدس، أنّ مثل هذه الخطوة يُمكن أن تُلحق ضرراً غير ممكن إصلاحه في العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتدفع الفلسطينيين نحو التطرّف.

وأضاف ملادينوف: "إذا شعر الفلسطينيّون أن لا إمكانيّة لحلّ سلمي للنزاع، فهذا سيفتح المجال أمام صعود التطرّف"، مشيراً إلى "سلسلة طويلة من هذه التطوّرات" في الشرق الأوسط، كصعود تنظيم "داعش" في العراق وسوريا. وتابع: "يتمّ ترك فراغ، وتتمّ إزالة آفاق سياسيّة وأجندة إيجابيّة، وسرعان ما يأتي شخص ويملأها بأجندة سلبيّة ومدمّرة للغاية".

كما حذّر ملادينوف من أن "الضمّ" قد يُثير نزاعات إقليميّة، لافتاً إلى أنّه "لا أحد يُريد حرباً أخرى واندلاع المزيد من أعمال العنف في الشرق الأوسط". وجاءت تصريحات مبعوث الأمم المتحدة بعد يوم من جلسة مجلس الأمن الدولي، الذي دعا فيها الأمين العام أنطونيو غوتيريش ودول أوروبّية وعربيّة، نتنياهو، إلى التراجع عن خطّة الضمّ. لكن الولايات المتحدة خالفت الإجماع الدولي، معتبرةً أن لإسرائيل الحق في اتخاذ القرار.

في الأثناء، أعلن رئيس الحكومة الفلسطينيّة محمد اشتيه أن حكومته قرّرت تنفيذ رزمة مشاريع تنمويّة في منطقة غور الأردن بقيمة 10 ملايين دولار لتعزيز صمود السكّان، وذلك قبل أيّام من الموعد الذي قد تُعلن إسرائيل بعده آليّة تنفيذ خطّتها لضمّ أجزاء من الضفة وغور الأردن. كما قرّرت الحكومة تشجيع الاستثمار الزراعي، "وسنمنح أراضي حكوميّة للمزارعين في المنطقة، لزراعتها والاستثمار فيها وتشغيل العمّال"، وفق اشتيه الذي أشار إلى أن الدعم سيطال كلّ القطاعات.

توازياً، اعتبرت حركة "حماس" أن قرار إسرائيل ضمّ أجزاء من الضفة الغربيّة هو "إعلان حرب" على الشعب الفلسطيني. وقال أبو عبيدة، الناطق باسم "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في خطاب بثه "تلفزيون الأقصى" التابع للحركة: "المقاومة تعتبر قرار ضمّ الضفة والأغوار إعلان حرب على شعبنا، وسنجعل العدوّ يعضّ أصابع الندم على هذا القرار الآثم". وخاضت "حماس" وإسرائيل ثلاث حروب في السنوات الأخيرة ، وأدّت الحرب الأخيرة العام 2014 إلى مقتل 2251 فلسطينيّاً و74 شخصاً في الجانب الإسرائيلي. وتُسيطر "حماس" على قطاع غزة، الذي يخضع لحصار إسرائيلي محكم منذ العام 2007.

إلى ذلك، أفادت وكالة "رويترز" بأنّ المسؤولين في الإدارة الأميركيّة لم يتوصّلوا بعد إلى أي قرار نهائي في شأن إعطاء "الضوء الأخضر" لخطط الضمّ الإسرائيليّة لأجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينيّة. ونقلت الوكالة عن مسؤولين أميركيين أن المشاورات رفيعة المستوى التي استمرّت على مدى ثلاثة أيّام بين مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، لم تتمخّض عن أي قرار نهائي.

وقال أحد هؤلاء المسؤولين: "لم يُتّخذ حتّى الآن قرار نهائي في شأن الخطوات التالية لتنفيذ خطّة ترامب"، مؤكداً أن ترامب شارك شخصيّاً في جزء من المشاورات، فيما أوضح مسؤول آخر أن البيت الأبيض يحتاج إلى إجراء مزيد من التحاليل والمشاورات قبل اتخاذ القرار النهائي.

وتنصّ "صفقة القرن" التي أعلن عنها في أواخر كانون الأوّل، بما خصّ فلسطين، على إنشاء دولة فلسطينيّة منزوعة السلاح على ما تبقى من أراضي الضفة الغربيّة وفي قطاع غزة، على أن تُقام عاصمتها في ضواحي القدس الشرقيّة، بينما تكون مدينة القدس كاملة عاصمة دولة إسرائيل. وبذلك تتنكّر الخطّة للمطالب الأساسيّة للفلسطينيين بأن تكون لهم دولة مترابطة الأوصال عاصمتها القدس الشرقيّة.


MISS 3