مودي يُدشّن معبداً هندوسيّاً بُني مكان "المسجد البابري"

02 : 00

في خطوة تُجسّد انتصاراً لسياساته الهندوسية القومية وانطلاقة فعلية لحملته الانتخابية، شارك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أمس في مراسم افتتاح معبد كبير للإله «رام»، الذي يحظى بشعبية كبيرة بين الهندوس في مدينة أيوديا. وأُقيم هذا المعبد في موقع مسجد يرجع تاريخه إلى القرن السادس عشر ميلادي هدمته حشود هندوسية عام 1992، الأمر الذي أثار آنذاك أعمال شغب في كلّ أنحاء البلاد، أسفرت عن مقتل قرابة 2000 شخص.

واعتبر مودي أنّه «بكسره أكبال العبودية، على البلاد أن تنهض وتأخذ العبر من الماضي»، مشدّداً على أنّه «هكذا فقط تخلق الدول تاريخاً». وقال إن «تاريخ 22 كانون الثاني 2024 ليس مجرّد تاريخ في التقويم، بل يؤذن بقدوم حقبة جديدة»، مضيفاً: «ما نُشاهده هو البركات العليا لرام». وجاءت تصريحاته بعد أداء صلاة على أقدام تمثال من الحجر الأسود في قلب المعبد الكبير المزيّن بالأزهار والمنحوتات والمرصّع بالجواهر.

وافتتح مودي الطابق الأوّل فقط من المعبد، وسط توقعات بأن ينتهي العمل في باقي المبنى نهاية هذا العام. وقبل مراسم التدشين «الميمون»، قال مودي إنّ «الإله جعل منّي أداة لتمثيل شعب الهند برمّته». وبالنسبة إلى حزب «بهاراتيا جاناتا» الذي يتزعّمه مودي، فإنّ تدشين «معبد رام ماندير» يُمثل لحظة تاريخية في المساعي المتواصلة منذ عقود لجعل القومية الهندوسية راية للقوّة السياسية المسيطرة على البلاد.

خارج المعبد كان عشرات آلاف الأشخاص ينشدون ويرقصون ملوّحين بأعلام ويُطلقون الأبواق ويضربون الطبول في شوارع بلدة أيوديا الواقعة إلى الشمال، بينما غاب قادة المعارضة. ويؤدّي نحو 2500 موسيقي عروضاً على أكثر من 100 مسرح لجموع الحجاج في محيط المعبد المزخرف الذي قُدّرت كلفة بنائه بنحو 240 مليون دولار.

وعلى طول الطريق الممتدّ 140 كلم بين البلدة ولوكناو عاصمة ولاية أوتار براديش، لا تبدو نهاية لسيل صور الإله «رام» ذي البشرة الزرقاء حاملاً قوسه ورمحه، وصور مودي والرئيس الأوّل في حكومة الولاية الراهب الهندوسي يوغي أديتيناث بردائه الأصفر الزعفراني.

و»رام» من أهمّ الآلهة لدى الهندوس، وهو ولد بحسب معتقداتهم في أيوديا قبل حوالى 7 آلاف عام في موقع شهد لاحقاً تشييد المسجد البابري بمبادرة من إمبراطور مسلم في القرن السادس عشر، في حين اضطلع حزب «بهاراتيا جاناتا» الذي لم يكن وقتذاك في سدّة الحكم، بدور حاسم في الحملة التي أفضت إلى تدمير المسجد.

MISS 3