يبدو أن الشقوق البركانية القائمة منذ قرون بدأت تنفتح في أيسلندا وتقذف حمماً بركانية حمراء ساخنة. تثير هذه الظاهرة قلق سكان بلدة «غريندافيك» المجاورة وتُحيّر المتفرّجين في أماكن أخرى. غمرت الحمم البركانية المتدفّقة من أحد الشقوق عدداً من المنازل. يبدو أن الخطر تلاشى في الوقت الراهن، فقد تراجع النشاط الزلزالي وخفّت التحذيرات من المخاطر المطروحة. لكن لا تزال «غريندافيك» مُعرّضة للمخاطر بسبب حركة خطوط الصدع، وتدفّق الحمم البركانية، وزيادة الشقوق من دون سابق إنذار.
تكشف صور جديدة التقطتها وكالة «ناسا» عبر الأقمار الاصطناعية كمية الحرارة التي لا تزال تتسرّب من تلك الشقوق بالقرب من «غريندافيك». بقي خط الصدع هناك خامداً طوال 800 سنة قبل تجدّد هذا النشاط الزلزالي فجأةً. جُمِعت بيانات الخريطة في 16 كانون الثاني 2024، بعد يومَين على انفتاح شقَّين بطريقة مرعبة بالقرب من «غريندافيك»، في 14 كانون الثاني. يظهر على الخريطة الشق الأول الذي وصل طوله إلى 900 متر تقريباً بعد إعادة توجيهه على طول حواجز بَنَتها الآلات. أما الشق الثاني، فهو أصغر حجماً وقد اخترق محيط البلدة. يبدو الشقان أشبه بنافورة متفجرة من الحمم البركانية.
لكن لا تكشف الخريطة تأثيرات الصهارة التي تتدفق نحو «غريندافيك» تحت الأرض ووفرة الهزات الأرضية التي دفعت السلطات إلى إخلاء البلدة في كانون الثاني للمرة الثانية خلال أشهر قليلة. يُجمَع هذا النوع من البيانات الزلزالية ميدانياً، ويتابع علماء الجيولوجيا مراقبة الوضع عن قرب. تُعتبر أيسلندا من أكثر الأماكن الناشطة بركانياً في العالم، فهي تقع فوق حافة بدأت تنفصل من مكانها في وسط المحيط، وتقبع أيضاً فوق عمود منبثق من وشاح الأرض تحتها.