It's ok... إليسا تكسب الرهان

02 : 00

ليست المرّة الأولى التي تكسب فيها ملكة الاحساس إليسا الرهان. فهي اعتادت منذ بداية مشوارها الفني مواجهة الأقلام الجارحة والانتقادات الظالمة المراهنة دوماً على فشلها.

فمع كل ألبوم وكلّ مشروع تخطّط له، تنهال عليها توقعات الهزيمة من كلّ حدب وصوب لتواجهها ملكة الإحساس بموقفٍ صلب وإرادة فولاذية، هي من صقلتها مصاعب الحياة وعلّمتها بأن المعاناة مدرسة للتميز وبأنّ المرأة الحقيقية تعود بعد كلّ توقع بانكسارٍ منتصرةً مرفوعة الرأس. في الوثائقي المنتظر الذي أطلقته «نتفليكس» كانت إليسا كما عهدناها دوماً شفافةً وصادقة الى أبعد حدود. اختبرنا معها فصول أغنياتها كلّها فعشنا معها طفولتها في «الداخلي»، وتعلّقها بوالدها مثالها الأعلى، وخيباتها في علاقاتها العاطفية، ومعاناتها مع مجتمعٍ ذكوري وفضول الحاسدين، وتعبها مع جسد عانى المرض وإخفاقات عمليات التجميل وتشبثها بالأرض والوطن.

إليسا برهنت أنّها ظاهرة. كانت في الوثائقي الخاص بها مرآتنا نحن جميعاً. فقد علمتنا بصراحتها المعتادة ولغتها الصادقة أن «الحياة حلوة بكلّ تفاصيلها». وهي، وإن حرمتها من طعم الأمومة وسلخت منها والدها وأذاقتها المرارات، أنعمت عليها في الوقت عينه بمحبة كثيرين وبقلب عاشقٍ لا ينبض إلا لها. إليسا تعلّمت كيف تكون «أسعد واحدة» لأنّها مقتنعة بأنّ الحياة لا تتوقّف عند الصعوبات وبأنّ الذكيّ هو من يجاريها بحنكةٍ منتزعاً من براثنها لحظات فرح دافئة رغم كلّ المشقات. وهي في خضّم ذلك كلّه نقلت إلينا أيضاً بعضاً من تفاؤلها الدائم، فالحياة سلسلة مطبات والشاطر من لا يقف عندها بل يتجاوزها متسلحاً بقناعة أنّ كل غروب يليه شروق لا محالة، وهكذا تصبح الحياة بقاموسها سلسلة لامتناهية من البدايات الدائمة...

MISS 3