تتعامل الولايات المتحدة راهناً مع موجة خارجة عن السيطرة من الأمراض المنقولة جنسياً. يأتي هذا التحذير بعد صدور تقرير سنوي عن هذه الإصابات من «المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها».
كان الكلاميديا المرض الأكثر شيوعاً بينها في العام 2022، وهو يحتفظ بالمرتبة الأولى منذ سنوات. لكنّ زيادة حالات داء الزهري في الفترة الأخيرة هي أكثر ما يثير قلق خبراء الصحة. زادت الإصابات بهذا المرض في جميع مراحله بنسبة 80% في آخر خمس سنوات.
يظن معظم الناس أن الراشدين هم الأكثر عرضة لالتقاط الأمراض المنقولة جنسياً، لكن قد يُهدد داء الزهري حياة الأطفال أيضاً. عندما يلتقط الطفل هذه العدوى من أمه خلال الحمل أو الولادة، تُعرَف الحالة باسم داء الزهري الخلقي. من الناحية الإيجابية، يمكن الشفاء من داء الزهري عبر أخذ المضادات الحيوية المناسبة. لكنه قد يُسبب أضراراً دائمة في الجسم قبل تشخيص العدوى ومعالجتها. يكون هذا المرض خطيراً على نحو خاص إذا أصاب الأطفال، حتى أنه يترافق أحياناً مع تأخر النمو، أو نوبات الصرع، أو حتى الوفاة.
في سن الرشد، ينتشر داء الزهري عبر الجنس المهبلي أو الشرجي أو الفموي ويميل إلى التطور على مراحل عدة. غالباً ما تشمل المرحلة الأولى ظهور تقرحات حول الفم أو الأعضاء التناسلية، بينما تترافق المرحلة الثانية مع ظهور طفح جلدي على الجسم وأعراض تشبه الزكام مثل الحمى، والصداع، ووجع الحلق، والإرهاق. يكون هذا المرض مُعدِياً في أول مرحلتَين، ونادراً ما يصل إلى المرحلة الثالثة التي تؤثر على الأعضاء وتُسبب الموت.
بدأت زيادة الإصابات بأولى مراحل داء الزهري بنسبة 10% سنوياً تثير القلق وتُهدد صحة الأطفال. خلال سنة واحدة فقط، زادت حالات داء الزهري الخلقي بنسبة 31% في الولايات المتحدة، ويصاب به الأطفال السود أو الأميركيون من أصل أفريقي بدرجات متفاوتة.
سجّلت جميع الولايات تقريباً حالة من داء الزهري الخلقي في العام 2022، لكن تشمل ولايات تكساس، وكاليفورنيا، وأريزونا، وفلوريدا، ولويزيانا، 57% من مجموع الإصابات.
هذه النتائج السلبية ليست حتمية. كان يمكن تجنب 88% من هذه الحالات عبر إجراء فحص داء الزهري في الوقت المناسب وتلقي العلاج خلال الحمل.
