عماد موسى

"يصحّلنا"

9 تموز 2020

13 : 56

"قامت ثلاث نساء بتوزيع الزهور على مترو طهران، في اليوم العالمي للمرأة، في شهر آذار الفائت، ولم يكنّ يرتدين الحجاب. فحكم عليهن بالسجن لمدة تتراوح بين 16 و23 سنة بتهم الدعاية ضد الدولة و"الفساد الأخلاقي". هذا نموذج من العدالة الإيرانية. فـ"يصحّلنا" في لبنان وجود قضاة يحكمون بهذه الإنسانية السمحاء.

نقلاً عن المسؤول الأممي جاويد رحمن فإن "عدد عمليات الإعدام في إيران، ومنذ العام 2007 ما زال واحداً من أعلى المعدلات في العالم وتشمل البالغين والأطفال"، وهذا التفوّق بحد ذاته مصدر اعتزاز لمحور المقاومة. وهو نموذج يُحتذى في الدول الاسكندينافية، و"يصحّلنا" أن ننافس إيران بتعليق المشانق.

قام نظام الملالي في إيران من خلال رموزه، بربط الموسيقى بمفهوم "العفة الاجتماعية"، التي تقود إلى الرذيلة، والسفور، والإغواء. ولا ترجمة لهذا المفهوم أفضل من قول الإمام الخميني في مقابلة مع الصحافية الإيطالية أوريانا فالاتشي، والتي نشرت في صحيفة النيويورك تايمز في العام 1979 "الموسيقى تتلف الروح وتضعفها، خصوصاً أنّها تسبب الإثارة والنشوة، وهي بذلك، تشبه المخدرات". وحين سألته فالاتشي عن الموسيقى الكلاسيكية، وعن مؤلفين مثل باخ وبيتهوفن، أجاب الخميني بأنه لا يعرف من هؤلاء الذين تتحدث عنهم الصحافية الإيطالية، ولنا في ثقافة "الجمهورية الإسلامية ـ فرع لبنان" ما يحاكي الثقافة الخمينية!

وبعيداً عما يخدش العفة والحياء، عندما تسمع محافظ البنك المركزي الايراني عبد الناصر همتي يتحدث عن تخصيص مبالغ "لشراء الأدوية والسلع الأساسية"، تظن أن رياض سلامة يتكلّم. في أي حال "يصحّلو" سلامة أن يتشبّه بهمتي، والذي بهمته بلغ سعر الدولار الأميركي في السوق الحرة قبل أيام 21 ألفا و30 تومان، بواقع 210 آلاف ريال إيراني مقابل الدولار الواحد.

وفي الإطار المعيشي ذكر مركز الإحصاء الإيراني، أن أسعار بعض المواد الغذائية مثل اللحوم والخضروات إرتفعت بنسبة 70%، فيما سجلت المواد الغذائية الأخرى ارتفاعاً بنسبة 52.4 % خلال الأشهر الإثني عشر الماضية. فعلاً يصحلنا أن يكون طموحنا العيش برفاهية وبحبوحة كما الشعب الإيراني الشقيق. لذا يجب على الحكومة إرسال راؤول نعمة في دورة تدريبية إلى طهران على وجه السرعة.

وبالنسبة إلى التضخم فإيران في نفس السلة مع زيمبابوي والسودان وفنزويلا ويصحّلنا، كلبنانيين، أن نقعد بنفس السلّة مع تلك الدول المزدهرة.

وأخيراً، إعترف خبير زراعي إيراني بالواقع المائي في ظلّ ترشيد الطاقة "نحن (في إيران) من ضمن ثلاث دول استخدمت أكثر من 40 بالمئة من مياهها الجوفية، وهذا يعني الموت التدريجي للبلاد"، هذا عدا فضائح السدود وتجفيف الأنهر، ونموذج الفساد والهدر يستطيع لبنان أن يقارع فيه العالم. ويصحّلن في إيران "يكون عندن شي متل سد المسيلحة أو متل مدام بستاني".