جورج الهاني

نعم لمحاسبة الحكّام ولا لجلدهم وصلبهم

12 شباط 2024

02 : 00

حكّام الكرة الطائرة

«خصلة» بشعة تتكرّر في بطولة لبنان في الكرة الطائرة للموسم الحالي وتترك بصمة سوداء على مبارياتها التي تزداد إثارة ومتعة مرحلة بعد أخرى، وهي «الفيتو» الذي يضعه بعض الأندية على هذا الحكم أو ذاك، حتى لو وصل بها الأمر الى إنسحاب فريقها من أيّ مباراة رسمية في حال كان الحكم الرئيسيّ الذي أعلنت رفضها العلنيّ له هو الذي سيقودها، وهذا ما حصل تماماً حين امتنع فريق الرسالة الصرفند الأسبوع الماضي عن خوض مباراته أمام فريق النجوم جونية على ملعب فؤاد شهاب الرياضي في جونية ضمن المرحلة السادسة إياباً من البطولة بعدما سمّى إتحاد اللعبة الحكم الدوليّ بسّام الجميّل لقيادتها، علماً أنّ الأخير الذي يكون قد أخطأ عن غير قصد في قيادة مباراة الفريق الجنوبي ضدّ ضيفه القلمون منذ أسبوعين، عاد وقاد إحدى أجمل وأصعب المواجهات هذا الموسم بين فريقَي الأنوار الجديدة بطل لبنان والشباب البترون المتصدّر على ملعب مجمّع المرّ الرياضي أول من أمس السبت، وانتهت بفوز حامل اللقب بنتيجة (3-2)، وقد أوصلها الجميّل بكفاءته وحنكته الى برّ الأمان بشهادة جميع الحاضرين.

ربّما كانت هذه الأندية محقّة بشأن الأخطاء التي يرتكبها حكم اللقاء الذي يكون فريقها طرفاً فيه، لكنّ هذا لا يعني أنّ هذا الخطأ سيتكرّر في كلّ مباراة، أو أنّ الحكم «المغضوب عليه» سيتعمّد إيذاء الفريق وإلحاق الظلم والخسارة به، وهذه الصفات أصلاً ليست من شيم حكّام الكرة الطائرة الدوليين والإتحاديين وغيرهم، وتاريخهم يشهد على وعيهم وحكمتهم في إتخاذ القرارات الصعبة والحاسمة على أرض الملعب. من هنا المطلوب من إتحاد اللعبة عدم الإنصياع الى مطالب وشروط الأندية مهما علا شأنها ومركزها، وعدم السماح لها بالتدخّل بعمل وقرارات الهيئة الإدارية واللجان الفنية المنبثقة منها، وأن يكون وحده صاحب الصلاحية المُطلقة في مراقبة أداء الحكّام ومحاسبتهم في حال تقصيرهم في مهامهم، لا جلدهم وصلبهم عند كلّ إستحقاق، فالحكم في نهاية المطاف هو من لحم ودم، وجلّ من لا يُخطئ، شرط ألا تتحوّل هذه الأخطاء غير المقصودة الى خطايا مُميتة تجرف معها آمال وطموحات أندية جهّزت فرقها بكامل الأموال والعتاد للمنافسة الجدّية على لقب البطولة.