"آيا صوفيا"... البابا "حزين جداً"

02 : 00

القرار التركي أثار غضباً واسعاً في العالم المسيحي (أ ف ب)

ضمّ البابا فرنسيس أمس صوته إلى منتقدي قرار تركيا تحويل كاتدرائيّة "آيا صوفيا" السابقة في إسطنبول إلى مسجد، معرباً خلال صلاة التبشير عن "حزنه الشديد" لذلك.

وقال الحبر الأعظم: "تفكيري يذهب إلى إسطنبول، أفكّر بـ"آيا صوفيا". إنّني حزين جدّاً"، وذلك خلال خروجه عن النصّ المعدّ مسبقاً، فيما توالت الانتقادات في هذا الخصوص من واشنطن إلى باريس مروراً بالمجلس العالمي للكنائس والـ"يونيسكو"، وصولاً إلى الدول الأرثوذكسيّة كروسيا واليونان.

ويُمثّل تصريح البابا أوّل تعليق من الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكيّة على القرار التركي الذي أثار غضباً واسعاً في العالم المسيحي، فيما كان بطريرك القسطنطينيّة برثلماوس قد حذّر الشهر الماضي من أن تحويل كنيسة "آيا صوفيا" إلى مسجد "قد يدفع بملايين المسيحيين في العالم إلى معاداة الإسلام".

من جهته، أعلن المجلس العالمي للكنائس الذي يُمثّل 350 كنيسة مسيحيّة حول العالم، أنّه بعث برسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت يُعبّر فيها عن "الحزن والاستياء" إزاء قراره تحويل "آيا صوفيا" مسجداً. وكتب يوان ساوكا، الأمين العام بالوكالة لمجلس الكنائس ومقرّه جنيف في الرسالة أن "آيا صوفيا كانت مكاناً للانفتاح والتلاقي والوحي للناس من جميع الأمم والديانات".

ورأى ساوكا أن ما شكّلته "آيا صوفيا" كان دليلاً على "تمسّك تركيا بالعلمنة ورغبتها في ترك نزاعات الماضي خلفها"، آخذاً على أردوغان أنّه "قلب هذه الإشارة الايجابيّة إلى انفتاح تركيا، ليجعل منها إشارة استبعاد وانقسام"، معتبراً أن هذا القرار "يُهدّد بتشجيع طموحات مجموعات أخرى، خارج تركيا، تسعى إلى تغيير الأمر الواقع وإحياء الانقسامات بين المجتمعات الدينيّة".

و"آيا صوفيا" تحفة دينيّة مسيحيّة معماريّة شيّدها البيزنطيّون في القرن السادس وكانوا يتوّجون أباطرتهم فيها. وهي مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظّمة الـ"يونيسكو". وبعد احتلال العثمانيين للقسطنطينيّة العام 1453 وتغييرهم اسم العاصمة السابقة للإمبراطوريّة البيزنطيّة إلى إسطنبول، حوّلوا الكاتدرائيّة مسجداً في العام نفسه. وبقيت كذلك حتّى العام 1935 حين أصبحت متحفاً بقرار من رئيس الجمهوريّة التركيّة الفتيّة مصطفى كمال أتاتورك، وذلك بهدف "إهدائها إلى الإنسانيّة".


MISS 3