إنطلاق رحلة معاقبة مشرّفية بدعوته إلى الاستقالة

تتفاعل قضية الإعتداء على الناشطين ومنهم المحامي واصف الحركة في الأوساط الشعبية. ويحمّل الناشطون وزير السياحة والشؤون الإجتماعية رمزي مشرّفية مسؤولية ما حصل، كون اعترافات المعتدين، وفق ما تردد في التقارير، لم تخلُ من الاشارة إلى أن "الوزير كان على علم". وبعيداً من الاعترافات، فلو حدث هذا الإعتداء في دولة يسودها القانون، لكان مشرّفية أمام القضاء والمحاسبة أو أقله "رهن التحقيق"، ولولا الانفصام الذي تعيشه الحكومة ووزراؤها، لكان مشرّفية استقال فوراً، لكن غياب المحاسبة يجعل من أي مسؤول يطبّق شريعة الغاب، وبالتالي فإن مشرّفية الذي يصمّ أذنيه عن كل النداءات لا يزال يتمسّك بالسلطة، ويتعامل وكأن ثورة 17 تشرين لم تكن وليس هناك رأي عام يحاسب، وكذلك يتعامل وفق منطق يحقّ للوزير ما لا يحق لغيره.

ولأن عصر الإستقواء سقط من روزنامة اللبنانيين ولا يخيفهم لا وزير ولا أزلامه، نفذ عدد من المتظاهرين وعلى رأسهم الناشط واصف الحركة اعتصاماً أمام مدخل وزارة السياحة مقابل مصرف لبنان في الحمرا، دعموا فيه موقف نقيب المحامين ملحم خلف، ودعوا فيه مشرّفية إلى الاستقالة. ورفع المحتجون لافتات دعت وزير السياحة "الى الاستقالة ومعاقبته بجرم الاعتداء على احد الناشطين والعمل على تهديد الاصوات الحرة بالسلاح".

وكان نقيب المحامين خلف لفت في مؤتمر صحافي الى أن "المجتمع شهد أخيراً إعتداءات على أطباء وصحافيين وإعلاميين وقضاة ومحامين وعدد كبير من المواطنين، وأظهر صورة تفلت أمني غير مسبوق ووقع ما وقع من سلسلة اعتداءات على محامين بالأسابيع والأشهر الماضية، والنقابة ستبقى ساهرة لعودة الحق الى نصابه"، مضيفاً: "الاعتداء على واصف الحركة هو لكمّ صوت يصدح بالحق وتم الاعتداء من قبل 6 أشخاص حضّروا لفعلتهم جيداً وخرجوا من وزارة السياحة بآليات تابعة للوزارة".

ونوّه خلف "بعمل القوى الأمنية في رصد وتوقيف خمسة من المعتدين على واصف الحركة، خصوصاً أن هذه المجموعة جزء من عصابة أكبر بكثير وهناك علامات استفهام عن الفاعل والمحرّض خلف ذلك"، مؤكدا "أننا سنتابع القضية لتبيان هوية هؤلاء ومحاسبتهم ونقابة المحامين لا تلفلف قضايا نحن لا نخشى لا موقعاً ولا نفوذاً".

وتوجه خلف الى مشرّفية قائلاً: "الجناة ورّطوك بصورة واضحة بصرف النظر عن معرفتك من عدمها بالجريمة، يكفي أنهم من فريق حمايتك. تم توريطك باستخدام سيارة للوزراة لاتمام عملية تمّ الإعداد لها على مدى أسبوع بجهوزية سلاح كامل"، متسائلاً: "هل السلاح للوزارة أو لك أم لهم؟ هذه مجموعة مسلحة تستبيح الدولة وتستخدم آلياتها وتقوم بمحاولة قتل وكم الأفواه بعملية ترهيب وتهديد. هذا ليس عملاً فردياً ولا يجدي نفعاً تصويره على أنه كذلك. أنتم وزير سياحة وشؤون إجتماعية والعالم عرف أن حرس الوزير يقوم بعملية تصفية لمن يخالفهم الرأي".

ودعا خلف مشرّفية "إلى الإستقالة من الحكومة"، مشدداً على أن "نقابة المحامين في بيروت ستبقى حامية للحريات وملجأً لكل من يتعرض في هذا الوطن للتهديد والترهيب والاعتقال، ولن نترك مؤسسات الدولة تسقط".

• رمزي مشرفية