"مؤتمر المسيحيين العرب": لمراجعة قرار تركيا بشأن "آيا صوفيا"

01 : 40

في بيان أصدرته حول تغيير وضع متحف "آيا صوفيا"، أكدت لجنة مُتابعة "مؤتمر المسيحيين العرب" انه "في ظل عالم تتنازعه الصراعات والحروب، وتهدّد استقراره كوارث وبائية وطبيعية، تتزايد ضرورة استعادة المُشترك الإنساني لمكانته، ومنحه الأولوية على أي اعتبارات أُخرى، ولعل من أبرز نقاط احياء هذا المُشترك المُقدسات الإنسانية، حوامل الإرث التاريخي الديني والحضري المُشترك والتي تزخر بها بلداننا، بكونها مهداً للأديان السماوية ولتتالي الحضارات ضمنها".

وشدّدت على أنّ الإرث الديني لطالما "شكّل نقاط تلاقٍ ترتكز عليها الإنسانية كما ارتكزت عليها الثقافة العربية كخط اعتدال، تشهد على أُسسه كنيسة القيامة في بيت المقدس". ورأت أنّ خطوة تُركيا بتغيير وضع متحف "آيا صوفيا"، "من متحف وإرث انساني ومعلم ثقافي عالمي الى مسجد، ووضعه تحت سلطة رئاسة الشؤون الدينية، هي خطوة تتنافى مع مفهوم الدولة المدنية وتبتعد عن المفاهيم التي نُدافع عنها ونسعى لتحقيقها في المنطقة. فاستحضار أوهام انتصارات موقتة ذات مرجعية دينية قد يحصد مكاسب سياسية آنية، لكنّه سُرعان ما يتحول صراعات بينية غير محمودة النتائج ويُعيق طريق النهوض الذي يحققه ترسيخ مفاهيم العلمانية التي تحترم الأديان والمُعتقدات جميعها، فالتأسيس اليوم لحكم مرجعيته الإسلام السياسي يُبعد المسار في تُركيا عمّا تتجه له المنطقة والعالم، من السعي لتمكين الدول المدنية وانهاء الإستقطابات بين النظم العسكرية والنظم الدينية، التي تقيّد تقدم الشعوب وتقوّض سُبُل استقرارها وازدهارها وتستنزف أبناءها ومواردها".

وتمسّك أعضاء اللجنة "ببناء مسار التقارب الإنساني واحياء مفاهيم الانفتاح في المنطقة"، ودعوا تُركيا "الى مراجعة الديناميكية السياسية التي تعمل عليها بشكل عام، ومراجعة القرار المتعلق بمتحف "آيا صوفيا" بشكل خاص، بحُكم تأثير هذه المسارات على عموم بُلدان المنطقة". كما دعوا الى "نبذ كل ما يؤدي للانزياح عن مسار تحقيق الاستقرار والأمن والسلام، وكل ما يؤسّس لصراعات طويلة الأمد، تستخدم أبناءنا كوقود حروب وتؤدي لتدمير بلداننا".


MISS 3