القبائل الليبيّة تُطالب بتدخّل الجيش المصري

السيسي يتمسّك بخطوطه الحمر ويُهدّد بقلب المعادلة!

02 : 00

السيسي متحدّثاً أمام مشايخ وأعيان القبائل الليبيّة في القاهرة أمس (أ ف ب)

على وقع التهديدات المتواصلة لحكومة "الوفاق" بشنّ هجوم عسكري على مدينتَيْ سرت والجفرة الاستراتيجيّتَيْن، مدعومةً بآلاف المقاتلين المرتزقة السوريين الذين استقدمتهم تركيا لقتال "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر، حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مشايخ وأعيان القبائل الليبيّة في القاهرة أمس، من أنّ مصر "لن تقف مكتوفة الأيدي" وستردّ إذا ما هاجمت ميليشيات "الوفاق" الإسلاميّة مدينتَيْ سرت والجفرة. وبكلام واضح وصريح ومباشر لا يحتمل الاجتهاد والتأويل والتحريف، أعاد السيسي رسم خطوطه الحمر داخل ليبيا في وجه "المحتلّ التركي"، مؤكداً أن "مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أي تحرّكات تُشكّل تهديداً مباشراً وقويّاً للأمن القومي، ليس المصري والليبي فحسب، وإنّما العربي والإقليمي والدولي". وشدّد على أنّه "إذا تدخّلت مصر في ليبيا فستُغيّر المشهد العسكرى بشكل سريع وحاسم"، مضيفاً: "مصر ستتدخّل بشكل مباشر في ليبيا لمنع تحوّلها إلى بؤرة للإرهاب".

كما حذّر الرئيس المصري من خطر الميليشيات الإسلاميّة المسلّحة على أمن المجتمع في دول المنطقة، موضحاً أن مصر لم تُهدّد سابقاً بدخول ليبيا، إلّا أن الأوضاع الراهنة قد تستلزم تدخّلاً مصريّاً. ووجّه السيسي خطابه إلى الحاضرين قائلاً: "سنُفكّر في الخروج من ليبيا حتّى قبل الدخول إليها، لن ندخل إلّا بطلب منكم، وسنخرج بأمر منكم".

من ناحيته، أكد رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وقبائل ليبيا محمد المصباحي أن القبائل طالبت السيسي بتدخّل الجيش المصري حال شنّ الهجوم على سرت، مضيفاً: "إذا تمادت تركيا والميليشيات في التدخّل في الشأن الليبي فسيتدخّل الجانب المصري". وبالتزامن، أعلنت الرئاسة المصريّة أن "مشايخ وأعيان القبائل الليبيّة أعربوا عن كامل تفويضهم للسيّد الرئيس والقوّات المسلّحة المصريّة للتدخّل لحماية السيادة الليبيّة واتخاذ كافة الاجراءات لتأمين مصالح الأمن القومي لليبيا ومصر".

وأوضحت الرئاسة أن "ذلك جاء ترسيخاً لدعوة مجلس النوّاب الليبي إلى مصر للتدخّل لحماية الشعب الليبي والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي بلاده"، إذ يأتي ذلك بعد يومَيْن من إعلان مجلس النوّاب الليبي المؤيّد لحفتر أنّه أجاز لمصر التدخّل عسكريّاً في ليبيا "لحماية الأمن القومي" للبلدَيْن، مشدّداً على "أهمّية تضافر جهودهما من أجل دحر المُحتلّ الغازي التركي". وتسعى تركيا من خلال حكومة "الوفاق" إلى السيطرة على مدينتَيْ سرت والجفرة، لأنّهما تُعدّان "مفتاح الثروة النفطيّة" في شرق البلاد.


MISS 3