السويد "تخلع" حيادها وتتهيّأ للإنضمام إلى "الناتو"

02 : 00

كريسترسون متحدّثاً خلال مؤتمر صحافي في ستوكهولم أمس (أ ف ب)

«خلعت» السويد حيادها واضعةً حدّاً لمئتي عام من عدم الانحياز العسكري الذي كانت تعتمده، وتتهيّأ للإنضمام إلى حلف «الناتو» لتحصين سيادتها وحماية مصالحها من أطماع «الدب الروسي»، وذلك بعد تصديق البرلمان المجري على عضويّتها بتصويت 188 نائباً لصالح الخطوة، بينما عارضها 6 نواب فقط، وهي الخطوة الأخيرة في عملية انضمام ستوكهولم التي تُعتبر بحدّ ذاتها تطوّراً جيوسياسيّاً مهمّاً على المستوى الأوروبي.

وفيما ستُصبح السويد العضو الـ32 للحلف، اعتبر رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون أنه «يوم تاريخي»، مؤكداً أن «السويد مستعدّة لتحمّل مسؤولياتها في ما يتعلّق بالأمن الأوروبي الأطلسي». ورأى الأمين العام لـ»الناتو» ينس ستولتنبرغ أن عضوية السويد تجعل الحلف «أقوى وأكثر أماناً». ولفت المستشار الألماني أولاف شولتز إلى أن ستوكهولم «ستُعزّز أمن أوروبا والعالم». كما هنّأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السويد، فيما شدّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على أنه «يوم تاريخي» لـ»الناتو».

بالتوازي، دعا ماكرون إلى تحرّك سريع لصالح أوكرانيا وتعزيز الدعم لها، خلال افتتاحه مؤتمراً في قصر الإليزيه يهدف إلى حشد الدعم الغربي لكييف، بمشاركة أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة، مشيراً إلى أنه «شهدنا تصلّباً في موقف روسيا، خصوصاً في الأشهر القليلة الماضية»، وذكر وفاة المُعارض أليكسي نافالني في السجن.

تزامناً، زعم رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو أن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي و»الناتو» تدرس إرسال قوات إلى أوكرانيا «على أساس ثنائي»، معتبراً أن مثل هذا القرار سيؤدّي إلى «تصعيد كبير للتوتر».

وكان لافتاً التقرير الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية وكشف قيام وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» بمساعدة أوكرانيا سرّاً في حربها ضدّ روسيا، مشيراً إلى أن الشراكة الاستخباراتية بين واشنطن وكييف تُعدّ «حجر الزاوية» في قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها، إذ إن «سي آي إيه» تُقدّم معلومات لكييف عن الضربات الصاروخية التي تشنّها موسكو وتتتبّع تحرّكات القوات الروسية وتُساعد في دعم شبكات التجسّس في البلاد.

في الغضون، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مقابلة مع قناة «سي أن أن» أنه «لا يفهم» كيف يُمكن للرئيس السابق دونالد ترامب أن يكون «إلى جانب» روسيا، مشيراً إلى أن «ترامب لا يعرف بوتين، لأنّه التقى به فقط، لكنّه لم يُقاتله قطّ». واعتبر أن ترامب «لا يُدرك أن بوتين لن يتوقف أبداً»، محذّراً من أن «ملايين الأشخاص سيُقتَلون» ما لم تقدّم واشنطن المزيد من المساعدات لبلاده.

ميدانيّاً، انسحبت القوات الأوكرانية من منطقة لاستوشكين في شرق البلاد. وأشارت كييف إلى حصول اشتباكات حول مدينة أفدييفكا التي سيطرت عليها القوات الروسية الأسبوع الماضي ومناطق أخرى، بينما ذكرت وزارة الدفاع الروسية صدّ القوات الأوكرانية بالقرب من 3 بلدات جنوب باخموت، مشيرةً إلى أن القوات الروسية تمركزت في مواقع أفضل بالقرب من أفدييفكا، حيث صدّت 7 هجمات مضادة أوكرانية في المنطقة.

وأصابت مسيّرة أوكرانية سيارة في بلدة بوتشيفو في منطقة بيلغورود الروسية الحدودية، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين، في حين أسقطت القوات الجوية الأوكرانية 9 طائرات مسيّرة روسية من أصل 14 و3 صواريخ موجهة فوق منطقتَي خاركيف ودنيبروبتروفسك ليل الأحد - الإثنين.

إقليميّاً، أغلقت شرطة الدنمارك التحقيق في شأن عملية التخريب التي طالت خطَّي أنابيب «نورد ستريم» للغاز الرابطَين بين روسيا وألمانيا في أيلول 2022، ما يعني أن ألمانيا وحدها تُحقّق حاليّاً في العملية. وأكدت الشرطة أن «تخريب خطَّي أنابيب الغاز كان متعمّداً، لكن ليس هناك الأساس الضروري لمواصلة تحقيق جنائي في الدنمارك»، بينما رأى الكرملين أن «الوضع أقرب إلى العبثية، لأنّهم يعترفون بوقوع تخريب متعمّد، لكن لن يمضوا قدماً» في التحقيق.

MISS 3