مايا الخوري

الفنّانة التشكيلية ريتا نفّاع: المعارض تُحيي الفن الثقافي في لبنان

29 شباط 2024

02 : 00

في أثناء المشاركة بملتقى الفنّانين التشكيليين
إكتشفت شغفها بالفنّ بعد فوزها مرّات عدة بجوائز «فابريانو» المخصصة لطلاب المدارس، فدعمت موهبتها بدراسات أكاديمية إنعكست لوحات هندسية فنيّة على القماش والزجاج وفي الديكور الداخلي. تتفرّغ الفنانة التشكيلية ريتا نفّاع بعيني في الفترة الأخيرة للمشاركة بورش رسم بمعيّة فنانين محترفين وهواة كما تشارك في أمسيات شعرية إضافة إلى عرض تذكاراتها الزجاجية. عن أعمالها الفنية المتنوّعة ونشاطها تحدثت إلى «نداء الوطن».

تملكين موهبة فطرية، لماذا لم تكتفي بها دون التخصص الجامعي؟

صحيح أن بعضهم يكتفي بالموهبة، لكنني أعتبر الدراسة الأكاديمية مهمّة جداً لأن الفنان يكتسب من خلالها التقنيات ويطّلع على المدارس الفنّية كافة، فيتمكّن عبر التجارب التي يخوضها أثناء الدراسة، من اكتشاف مساره الفنّي الخاص. توسّعت بدراستي الأكاديمية، حيث تخصصت في الهندسة الداخلية كما حزت ديبلوم الدراسات العليا في الفنّ التشكيلي من الجامعة اللبنانية، بعدها توّجهت إلى الرسم الهندسي أي autocad الذي تفرّغت له سنين طويلة قبل العودة مجدداً إلى الرسم، الأحبّ إلى قلبي.

ما الذي اكتسبته من تلك الإختصاصات المختلفة؟

من المهمّ إطلاع الفنان على جوانب مختلفة من الفنّ لأن الهندسة والرسم والفنّ مترابطة كلها بشكل من الأشكال. خدمني كل إختصاص في مكان معيّن، إكتسبت من الهندسة مثلاً التدقيق في المقاسات، وتعلّمت في مكان آخر التمييز بين نوعية المواد المستخدمة في الرسم وخصوصية كلّ منها.

تطغى على لوحاتك الألوان النارية خصوصاً الأحمر، ما السبب؟

تطغى الألوان النارية وخصوصاً الأحمر على لوحاتي بشكل تلقائي غير مقصود، حتى أن أحدهم عزا ذلك إلى كونها تعبّر عن شغفي الداخلي والجرأة. لست ممن يعبّر بالكلام، بل أتحدّث عن نفسي في لوحاتي التي تعكس أفكاري الباطنية وأحاسيسي.

لذلك حين أتأمّل لوحة رسمتها منذ سنين طويلة أعود إلى مشاعري في تلك اللحظة فأستذكر أحداثاً ربما أو حالاً نفسية كنت أمر فيها.

نلاحظ أن ثمة علاقة وطيدة بينك وبين البحر؟

كلما كان الطقس دافئاً أقصد الشاطئ للرسم. البحر متقلّب جداً بألوانه وموجاته وحركة الغيوم والشمس، ما يتطلّب سرعة في إلتقاط المشهد. أحبّ أن أرسم تفاصيله الصغيرة وأن أشمّ رائحته والإصغاء إلى ضجيجه وأصواته العالية التي تقمع أفكارنا. يقول بعضهم إن البحر مقصد الباحث عن الهدوء للتفكير، برأيي لا يفسح صخب البحر المجال أمامنا لذلك، بل يجمّد أفكارنا التي نرميها إليه ليعيدها إلينا جديدة.

يتنوّع نشاطك حالياً ما بين الرسم على القماش (canvas) والرسم على الزجاج (vitrail)، بمَ يتمايزان؟

إنهما مختلفان جداً، لكل منهما تقنيته الخاصة. إنطلقت بالرسم على الزجاج بعد إنجاز مشروعٍ أوكل إليّ، فأحببت هذا النوع من الرسم، قبل أن يصبح رائجاً ومتداولاً في سوق التذكارات التجارية.

الزجاج مادّة قوية لكنه شفّاف وقابل للكسر بسهولة، فاكتشفت أوجه الشبه بيننا في مرحلة معيّنة. يجب أن يكون الفنان صادقاً وشفّافاً في تعامله مع الزجاج بينما يتحمّل القماش كافة أنواع التقنيات في الطلاء، كالريشة واليدين والسكّين مثلاً، ويتحمّل سماكة الألوان والإضافات، بينما يتطلّب الزجاج دقّة ورقّة في أسلوب الرسم حتى يحافظ على شفافيته.

أي منهما الأقرب إلى شخصيتك؟

الرسم على الزجاج تجاري يرتكز على سوق التذكارات الخاصة بالمناسبات الدينية والشخصية كالعمادة والقربانة الأولى والأعراس وعلى الهدايا كالبورتريه. يتميّز بكونه عملاً يدوياً غير مطبوع، يعكس لمسة الفنّان الخاصة، لتكون اللوحة جزءاً منه، أستخدم فيه تقنية الطلاء بالريشة وليس الحقنة كما هو متداول.

أمّا بالنسبة إلى الرسم على القماش، فأعبّر من خلاله عن مشاعري وأفكاري خصوصاً عندما أرسم مباشرة أمام الحضور في المعرض أو أمام المتابعين عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.




شُكر وتقدير لمشاركتها في معرض الفنّانين التشكيليين



تشاركين بمعارض في مختلف المناطق اللبنانية وآخرها «طرابلس بالقلب»، ما أهمية تلك المعارض والمشاركات؟

أشارك دائماً في المعارض وفي الأمسيات الشعرية، لأنني أعتبر تلك المشاركات مهمّة جداً لإثبات الذات والتعرّف إلى الزملاء وتبادل الخبرات الفنية والتقنية المستخدمة خصوصاً عندما نرسم لوحة مباشرة أمام الحضور لمدّة ساعات أو يوم كاملٍ، فيظهر الفنان قدراته الشخصية وتقنياته الخاصة وأنه حقيقي غير مدّعٍ. هذه النشاطات المختلفة التي يشارك فيها محترفون مخضرمون مثل برنارد رنو وأندريه كالفيان مع طلّاب هواة أو صاعدين، تحفّز عودة الفنّ إلى الساحة اللبنانية بعدما تراجع حضوره بسبب الأوضاع، فنساهم جميعنا في إنارة وجه لبنان الثقافي والحضاري.



لوحة الثالثوث



ما تفاصيل مشغلك الفني الخاص؟

صحيح أنني أحلم وأطمح بافتتاح معرض دائم لأعمالي وأعمال فنانين آخرين، لكنني أنشط حالياً في مشغلي الخاص الذي أنجز فيه تذكارات للمناسبات الاجتماعية والدينية وفق الطلب، وأعرض بعضاً منها في مكتبات ومحلات بيع الشوكولا ومحلات الزينة.

ألم يحن الوقت بعد لتقديم معرض خاص بك؟

طبعاً، لذلك أخططّ لتحضير لوحات تحت عنوان واحد تليق بمعرض منفرد محترف ومتميّز، يعبّر عن هويتي الفنية الخاصة.







MISS 3