آلاف المعارضين توافدوا لوداع قائدهم

الروس يتحدّون بوتين: نافالني حيّ فينا!

02 : 00

جثمان نافالني خلال مراسم جنازته في كنيسة «والدة الله أخمدي أحزاني» أمس (أ ف ب)

على الرغم من أجواء الترهيب الأمني الذي تجسّد بعشرات التوقيفات في أنحاء البلاد، تحدّى المعارضون الروس الأحرار تحذيرات الكرملين وتوافدوا بالآلاف للمشاركة في جنازة قائد المُعارضة الراحل أليكسي نافالني في كنيسة «والدة الله أخمدي أحزاني» في ماريينو بموسكو أمس، فيما رأى مراقبون أن المعارضين يُريدون توجيه رسالة قوّية إلى الرئيس فلاديمير بوتين قبل الانتخابات الرئاسية المُرتقبة منتصف هذا الشهر، مفادها أن وفاة نافالني داخل سجن «الذئب القطبي» لن يُطفئ «شعلة التغيير» في البلاد، معتبرين أن المعارضين الروس، خصوصاً الشباب بينهم، يرفضون «الخضوع» وسيُحاولون «ترجمة» غضبهم بإكمال مسيرة نافالني ولسان حالهم يقول: «نافالني حيّ فينا!».

وسُجّي جثمان نافالني الذي دفع حياته ثمناً لمعارضته بوتين وفساد نظامه وغزوه أوكرانيا، لفترة وجيزة في هذه الكنيسة الواقعة جنوب شرق العاصمة الروسية، بحضور والديه وسط أجواء حزينة. وسُجّي جثمانه داخل نعش مفتوح تماشياً مع الطقوس المسيحية الأرثوذكسية، بينما غطّته زهور حمراء وبيضاء، وحمل الحاضرون شموعاً. وكانت السيارة التي تحمل النعش قد وصلت وسط تصفيق الناس الذين كانوا يصطفّون على طول الشارع المؤدي إلى الكنيسة، وحمله إلى الداخل 4 رجال يرتدون شارات سوداء وحمراء.

بعد جنازة سريعة، نُقل جثمان نافالني إلى مقبرة بوريسوفو القريبة، وفق وكالة «فرانس برس». وعند وصول النعش، هتف أشخاص كانوا موجودين في المكان: «لن ننساك!»، «سامحنا!». وحضر سفراء أميركا وفرنسا وألمانيا إلى مكان الجنازة، بالإضافة إلى 3 شخصيات معارِضة لا تزال طليقة، وهي إيفغيني رويزمان وبوريس نادجدين وإيكاترينا دونتسوفا. ومنذ تسليم جثمان نافالني إلى والدته السبت، كان فريقه يبحث عن مكان لتنظيم «وداع عام»، لكن رُفضت كلّ الطلبات بضغط من السلطات. وبعد توقيف المئات منذ وفاة نافالني، أوقفت الشرطة الروسية 45 معارضاً في أنحاء البلاد أمس خلال تجمّعات لتكريم الراحل تزامنت مع مراسم دفنه، وفقاً لمجموعة مراقبة حقوق الإنسان «أو في إنفو».

من جهة أخرى، أكد بوتين لمجلس الأمن الروسي أن موسكو لا تُخطّط لنشر أسلحة نووية في الفضاء، معتبراً أن التصدّي للتهديدات في الفضاء يجب أن يكون دائماً من أولويات البلاد، وفق وكالات أنباء روسية، فيما حلّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضيفاً في تركيا الساعية لإعادة إحياء مفاوضات السلام الروسية - الأوكرانية وإيجاد سُبل لضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود.

وحضر لافروف جزءاً من المنتدى الديبلوماسي السنوي في أنطاليا، حيث اجتمع مع الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان. وكان ملف حرب أوكرانيا موضوع نقاش رئيسياً في المنتدى الذي يستمرّ حتّى الأحد، رغم أن وزير الخارجية الروسي سيُغادر اليوم.

في المقابل، أبرمت أوكرانيا اتفاقاً أمنيّاً لمدّة 10 سنوات مع هولندا، ينصّ خصوصاً على مساعدة عسكرية بقيمة مليارَي يورو من أمستردام إلى كييف هذا العام، وذلك خلال زيارة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته لمدينة خاركيف. وباتت هولندا الدولة السابعة التي تُبرم مع كييف اتفاقاً أمنيّاً ثنائيّاً.

MISS 3