ترامب يشقّ طريقه لنيْل بطاقة ترشيح "الفيل" للرئاسة

02 : 00

ترامب مخاطباً أنصاره في كارولاينا الشمالية السبت (أ ف ب)

يشقّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب طريقه لنيل بطاقة ترشيح «حزب الفيل» لتمثيله في الانتخابات الرئاسية، بعدما حقّق السبت انتصارات مدوية في الاقتراعات الحزبية في ولايتَي ميسوري وأيداهو، وحاز على مندوبي الحزب الجمهوري المتبقين في ولاية ميشيغان، بانتظار «منازلة» «الثلثاء الكبير» الحاسمة المرتقبة غداً.

في ميسوري، سحق ترامب منافسته نيكي هايلي، بفوزه بكلّ المجالس الانتخابية التي نُظّمت في الولاية، حسب صحيفة «نيويورك تايمز». وفي ميشيغان، فاز ترامب بأصوات جميع المندوبين الـ39 الذين حصلوا على أصوات نحو 2000 مقترع خلال مجلس انتخابي، وفق ما ذكرت شبكة «سي أن أن». وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، حصل ترامب على أصوات مندوبي ميشيغان الـ16 المتبقين الذين اختيروا في انتخابات تمهيدية.

والانتخابات التي أُجريت في ميسوري وميشيغان وأيداهو هي عمليات اقتراع داخلية بقواعد مختلفة، وتعكس في بعض الحالات الخلاف والتوتر على الرغم من تأثير ترامب، بحسب وكالة «فرانس برس». وفاز الرئيس الجمهوري السابق في كلّ الانتخابات التمهيدية التي أُجريت حتّى الآن.

ويشهد «الثلثاء الكبير» انتخابات تمهيدية في 15 ولاية، بينها كاليفورينا وتكساس الأكبر حجماً ديموغرافيّاً توالياً. ويتوقع أن يُحسم في شكل نهائي تفوّق ترامب في السباق لنيل ترشيح الحزب الجمهوري على منافسته الوحيدة هايلي.

لكن نجاحات ترامب في صناديق الاقتراع كشفت أيضاً نقاط ضعف لديه يُمكن أن تُعقّد عودته إلى البيت الأبيض، إذ خسر في أحيان كثيرة عدداً كبيراً من أصوات الجمهوريين المعتدلين والمستقلّين، وهي ضرورية لفوزه على الرئيس الديموقراطي جو بايدن في 5 تشرين الثاني.

وتعمل هايلي، السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة في عهد ترامب، على تعزيز صورتها كمرشّحة أكثر اعتدالاً، واعدةً باستعادة بعض «السلوك الطبيعي» في صفوف المحافظين. وأظهر استطلاع للرأي أُجري في كارولاينا الجنوبية أنّ أنصار هايلي الذين يُشكّلون نحو 40 في المئة من الناخبين، لا يؤيّدون ترشيح ترامب.

وبعد خسارتها في ميشيغان، اعتبرت هايلي في بيان الأسبوع الماضي أن «لدى دونالد ترامب مشكلة، سواء أراد الاعتراف بها أم لا». وقالت: «40 في المئة من الناخبين الجمهوريين لا يُريدون أن يكون لهم أي علاقة به، وهو لا يفعل شيئاً على الإطلاق لضمهمّ إلى مجموعته الحصرية بشكل متزايد».

ولدى نيكي هايلي مصلحة كبرى في انتقاد النجاحات الانتخابية التي حقّقها منافسها. ويتجاهل معسكر ترامب حججها، لافتاً إلى استطلاعات رأي تُشير إلى أن الناخبين المستقلّين ينظرون بشكل سيّئ إلى بايدن.

ورأى الخبير الاستراتيجي الجمهوري تشارلي كولين خلال مقابلة مع «فرانس برس» أن «ترامب في وضع جيّد للفوز في الانتخابات. فهو يُركّز على القضايا التي تهمّ الناخبين بشكل واضح: الحكومة الشفافة والمسؤولية المالية والاستقلال في مجال الطاقة وأرقام الوظائف».

وفي رأي العضو السابق في فريق ترامب، كيث ناهيجيان، فإنّ مصدر القلق ليس أداء ترامب في الانتخابات التمهيدية، بل لوائح الاتهام التي يواجهها الرئيس السابق واضطراره إلى المثول أمام المحاكم باستمرار هذا العام. وقال إنّ «الأمر الأهمّ في أي حملة هو الوقت، الوقت لجمع الأموال، وللقاء الناس، والسفر، وأي شيء يستهلك الوقت يُمكن أن يتسبّب بضرر كبير» للمرشّح.

في السياق، تراجع بايدن في مواجهة ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفق ما أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» وجامعة «سيينا» ونشر السبت. وأظهر الاستطلاع الذي شمل 980 ناخباً مسجّلاً، أنّ 48 في المئة منهم سيختارون ترامب، مقابل 43 في المئة فقط لبايدن، في حال أُجريت الانتخابات اليوم.

وقال واحد فقط من كلّ 4 ناخبين إنّ البلاد تمضي في الاتجاه الصحيح، بينما رأى أكثر من ضعف هذه النسبة أنّ سياسات بايدن أضرّت بهم بدلاً من مساعدتهم. وأظهر الاستطلاع تراجع تأييد بايدن لدى فئات من الناخبين عادة ما كانت أصواتها شبه مضمونة للديموقراطيين، مثل العمّال والناخبين من غير البيض.

وفيما تمكّن ترامب من توحيد قاعدته بشكل ملحوظ، إذ قال 97 في المئة مِمَّن صوّتوا له في العام 2020 إنّهم سيُكرّرون ذلك هذه السنة، تعهّد 83 في المئة فقط مِمَّن صوّتوا لبايدن في 2020، بالتصويت له مجدّداً. وأعرب 10 في المئة من المقترعين له حينها، عن تأييدهم لترامب حاليّاً.

إلى ذلك، هنّأ نائب رئيسة الوزراء الإيطالية ورئيس حزب «الرابطة» اليميني المتشدّد ماتيو سالفيني، ترامب، على انتصاراته في السباق للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، وأمل في «تغيير في البيت الأبيض»، معتبراً أنّه «من بروكسل إلى واشنطن، التغيير آتٍ». وجاءت تصريحاته الأخيرة بعد ساعات فقط من انتهاء الزيارة الرسمية التي قامت بها رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني إلى الولايات المتحدة وكندا.

MISS 3