المحكمة العليا تؤكّد أهليّة ترامب للترشّح للرئاسة

02 : 00

ترامب متحدّثاً من مقرّ إقامته في فلوريدا أمس (أ ف ب)

ألغت المحكمة الأميركية العليا بالإجماع حكم محكمة كولورادو القاضي بعدم أهليّة الرئيس السابق دونالد ترامب للترشّح للانتخابات الجمهورية التمهيدية على خلفية تورّطه المُفترض في «هجوم الكابيتول» في السادس من كانون الثاني 2021، في قرار يُشكّل انتصاراً كبيراً لترامب.

واعتبرت المحكمة في قرارها أنّه «لا يُمكن لحكم المحكمة العليا في كولورادو أن يبقى قائماً»، مشيرةً إلى أن «جميع أعضاء المحكمة التسعة وافقوا على هذه النتيجة»، فيما سارع ترامب إلى الترحيب بقرار المحكمة العليا، واعتبره «فوزاً كبيراً» للولايات المتحدة.

في المقابل، أعربت مسؤولة الشؤون الخارجية في حكومة ولاية كولورادو جينا غريزوولد عن «خيبة أملها» إزاء القرار، وجاء في منشور لها على منصّة «إكس» أن الولاية يجب أن تكون قادرة على منع المتمرّدين «الذين ينكثون بالقسَم».

وبناءً على القرار سيكون بالإمكان إدراج اسم ترامب ضمن لائحة المرشّحين للانتخابات التمهيدية في الولاية. وإضافةً إلى قضية ولاية كولورادو، وافقت المحكمة العليا على سماع قضية ادعاء ترامب بأنه يتمتّع بحصانة تمنع ملاحقته جنائيّاً بتُهمة التآمر لقلب نتائج انتخابات 2020.

وجاء القرار عشيّة «الثلثاء الكبير»، اليوم الذي يُصوّت فيه الناخبون الأميركيون في 15 ولاية ومنطقة في الانتخابات التمهيدية، في اقتراع يتّجه ترامب لحسمه لصالحه. وفي العادة، يُعطي هذا اليوم الانتخابي دفعاً أساسيّاً للمرشّحين للحصول على بطاقة حزبهم للانتخابات الرئاسية أو على العكس يُحبط تطلّعات البعض.

في المعسكر الجمهوري، يتمّ في الخامس من آذار اختيار أكثر من ثلث المندوبين، وتحديداً 874 مندوباً من أصل 2429. وباستثناء الانتخابات التمهيدية التي حصلت الأحد في العاصمة الفدرالية واشنطن وفازت بها نيكي هايلي، فاز ترامب بالانتخابات التمهيدية في كلّ الولايات التي أُجريت فيها انتخابات حتّى الآن. ويُشكّل يوم الثلثاء، الفرصة الأخيرة لهايلي، المنافسة الوحيدة المتبقّية لترامب.

ويُعوّل ترامب على «عرض قوّة» حاسم لإقصاء هايلي نهائيّاً وتكريس جهوده لمواجهة الرئيس الحالي جو بايدن مجدّداً، بينما تُعتبر رسالة هايلي بسيطة ومفادها: «لن نتمكّن من الاستمرار مع 4 سنوات إضافية من فوضى ترامب». وتتعهّد في المقابل إعادة الوضع «إلى طبيعته» وتحضّ أوساط حزبها على اختيار «جيل جديد من القادة».

إلّا أنّ هايلي لم تتمكّن من إقناع غالبية الجمهوريين لأسباب عديدة، إذ تتوقع استطلاعات الرأي أن يظفر ترامب بكلّ الولايات المقبلة التي تشهد انتخابات تمهيدية معوّلاً على جري العادة، على قاعدة صلبة من أنصاره.

لكن هل ستستمرّ هايلي في السباق حتّى لو أتت النتائج سلبية الثلثاء؟ قالت السفيرة السابقة في الأمم المتحدة للصحافيين في نهاية شباط: «سنستمرّ حتّى يوم «الثلثاء الكبير». هذا أبعد ما فكّرت به على الصعيد الاستراتيجي».

أمّا في المعسكر الديموقراطي، فلا يواجه بايدن أي منافسة جدّية. وبالتالي، ستكون انتخابات الثلثاء بالنسبة إلى «حزب الحمار» مجرّد إجراء شكلي.

ويُشكّل «الثلثاء الكبير» محطّة رئيسية في السياسة الأميركية مع تنظيم انتخابات تمهيدية في 15 ولاية في وقت واحد. ودُعي عشرات ملايين الأميركيين إلى المشاركة في هذه الانتخابات من ماين في أقصى شمال شرق الولايات المتحدة إلى كاليفورنيا على ساحل البلاد الغربي، مروراً بتكساس في الجنوب، ووصولاً إلى جزر ساموا الأميركية الواقعة في المحيط الهادئ.

وستُصوّت كذلك ولايات ألاباما وأركنسو وكولورادو وماساتشوستس ومينيسوتا وكارولاينا الشمالية، فضلاً عن أوكلاهوما وتينيسي ويوتا وفيرمونت وفيرجينيا.

في الغضون، حذّر بايدن من أن ترامب لن يُقرّ بهزيمته في عملية الاقتراع في حال انتهت لصالح الرئيس الديموقراطي. ونقلت مجلّة «ذا نيويوركر» عن بايدن أن «المهزومين الذين يخسرون دوماً ليسوا لبقين»، وذلك في سيرة مطوّلة أعدّتها عنه ونشرت أمس. وأضاف بايدن أثناء الحوار الذي أُجري في كانون الثاني: «أعتقد أنه سيقدم على أي شي ليُحاول الفوز. إذا فزت، وعندما أفوز، أعتقد أنه سيحتجّ».

MISS 3