ندّدت بـ"الضغط" الأميركي ودافعت عن علاقاتها بروسيا

الصين لداعمي استقلال تايوان: ستحترقون للعبكم بالنار!

02 : 00

وانغ مُتحدّثاً خلال مؤتمر صحافي في بكين أمس (أ ف ب)

حذّر وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال مؤتمر صحافي أمس على هامش الدورة الثانية للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني، من أن الذين يدعمون استقلال تايوان «سوف يحترقون للعبهم بالنار وسيذوقون ثمرة أعمالهم المريرة». وقال: «لن نسمح مطلقاً لتايوان بالانفصال عن الوطن الأم»، معتبراً أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة في الجزيرة كانت «مجرّد انتخابات محلّية في منطقة بالصين، فالنتيجة لن تُغيّر حتّى بأبسط قدر الحقيقة الأساسية وهي أن تايوان جزء من الصين».

ورأى وانغ أن الدول التي «تصرّ على الإبقاء على علاقات رسمية مع تايوان تتدخّل بذلك في الشؤون الداخلية للصين». وندّد بالمحاولات الأميركية المتعدّدة لممارسة «الضغط» على بكين، لافتاً إلى أن «الرغبة في تكديس اللوم تحت أي ذريعة وصلت إلى مستوى غير معقول». وأعرب عن أسفه لأن «وسائل الضغط على الصين تُجدّد باستمرار ولائحة العقوبات الأحادية تُوسع باستمرار».

وزعم أن بلاده ستكون قوّة عالمية للسلام والاستقرار، وقال: «في مواجهة الاضطرابات المعقّدة في البيئة الدولية، ستستمرّ الصين في كونها قوّة للسلام وقوّة للاستقرار وأيضاً قوّة للتقدم في العالم»، مشدّداً على معارضة بكين الحازمة «لكلّ أعمال الهيمنة والتخويف» ودعمها القوي «للسيادة الوطنية والأمن، فضلاً عن مصالح التنمية».

وبعدما حذّر قادة بلدان رابطة دول جنوب شرق آسيا «أسيان» وأستراليا الأربعاء من التحرّكات «المهدّدة للسلام» في بحر الصين الجنوبي، اثر حوادث جديدة بين الصين والفيليبين في هذه المياه المتنازع عليها، أوضح أنه «في ما يتعلّق بالنزاعات البحرية، أظهرت الصين على الدوام ضبط نفس كبيراً، لكن بالتأكيد لن نسمح لأحد باستغلال نيّتنا الطيّبة ولن نقبل التشويه أو الانتهاك المتعمّد لقوانين البحار»، مؤكداً أنه «سنُدافع عن حقوقنا المشروعة».

وبينما اتهمت الصين الولايات المتحدة الأربعاء باستخدام الفيليبين «بيدقاً» في بحر الصين الجنوبي واستدعت مانيلا سفير الصين للاحتجاج على النشاطات «العدائية» لبكين في البحر، لم يذكر وانغ أي دولة بعينها، لكنّه حضّ «بعض الدول الواقعة خارج المنطقة على عدم إثارة الاضطرابات وعدم الانحياز لطرف وعلى ألّا تُصبح مخرّبة أو مثيرة للاضطراب في بحر الصين الجنوبي».

إلى ذلك، أشاد وانغ بعلاقات بلاده الجيّدة مع روسيا التي تعزّزت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، معتبراً أن «الصين وروسيا وضعتا نموذجاً جديداً للعلاقات بين القوى الكبرى يختلف تماماً عن حقبة الحرب الباردة القديمة»، لافتاً إلى أن العلاقات الثنائية ترتكز على «أساس عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم الاستهداف لأطراف ثالثة». وأكد مواصلة «السير على طريق الصداقة وحسن الجوار الدائم وتعميق تعاوننا الاستراتيجي الشامل» مع موسكو.

وفي شأن الاتحاد الأوروبي الذي يُظهر تزايداً في انعدام الثقة بالصين ويصفها بأنها «شريك ومنافس وخصم مؤسّسي» في الوقت عينه، شدّد وانغ على أن «هذا الوضع ليس واقعيّاً أو قابلاً للتنفيذ وقد تسبّب في الواقع بتدخلات وعراقيل غير ضرورية أمام تطوير العلاقات» بين الطرفين، مشيراً إلى أن «الأمر يبدو كما لو أن سيارة تقف عند تقاطع طرق، حيث أُضيئت إشارة السير بالأحمر والأصفر والأخضر، ففي أي اتجاه تقود؟»، لكنّه اعتبر أنه «لا يوجد تضارب أساسي في المصالح بين الصين وأوروبا»، مؤكداً أن «المصالح المشتركة للطرفين تفوق بكثير خلافاتهما».

وجدّد وانغ تأكيد دعم بلاده للقضية الفلسطينية وتأييد بكين عضوية «كاملة» لدولة فلسطينية في الأمم المتحدة، واصفاً الحرب المستمرّة منذ 5 أشهر بين إسرائيل وحركة «حماس» بأنها «مأساة للبشرية ووصمة عار على الحضارة، حيث اليوم، في القرن الـ21، هذه الكارثة الإنسانية لا يُمكن وقفها». واعتبر أنه «لا يوجد سبب يُمكن أن يُبرّر قتل المدنيين»، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرّك «في شكل عاجل للتوصّل إلى وقف فوري لإطلاق النار»، إذ «وقف الأعمال العدائية أولوية قصوى».

MISS 3