علماء الجيولوجيا يؤكدون: لا نعيش في عصر «بشري» جديد

01 : 59

عندما يتكلم الناس عن «الأنثروبوسين» أو «حقبة التأثير البشري»، غالباً ما يتصورون تأثير المجتمعات البشرية على كوكب الأرض، بدءاً من تراجع التنوع البيولوجي بوتيرة سريعة وصولاً إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض بسبب حرق الوقود الأحفوري. لكن لم تبدأ هذه التغيرات الهائلة على كوكب الأرض دفعةً واحدة أو في مكان أو زمان واحد. لهذا السبب، أثارت فكرة لجنة دولية من العلماء الجدل حين اقترحت اعتبار «الأنثروبوسين» حقبة بحد ذاتها وفق مقياس الزمن الجيولوجي، بدءاً من العام 1952 الذي شَهِد التسرّب الإشعاعي الناجم عن اختبار القنبلة الهيدروجينية.



في 4 آذار 2024، رفضت اللجنة الفرعية للطبقات الجيولوجية المسؤولة عن تحديد الوحدات الزمنية ذلك الاقتراح (صوّت 12 عضواً من أصل 18 ضد القرار). يُعتبر هؤلاء العلماء الأكثر خبرة في إعادة بناء تاريخ الأرض انطلاقاً من الأدلة المأخوذة من الصخور. برأيهم، لا تدعم المعايير المستعملة لتحديد الحقبات إضافة عصر «الأنثروبوسين» وإنهاء العصر الهولوسيني.



رفض علماء الجيولوجيا ذلك الاقتراح في المقام الأول لأن تاريخ العصر المقترح يبقى حديثاً وسطحياً وأضيق من أن يشمل أدلة عميقة عن التغيرات التي يشهدها كوكب الأرض بسبب نشاطات البشر. تعليقاً على الموضوع، كتب عالِم الجيولوجيا بيل روديمان وآخرون في مجلة «ساينس»، في العام 2015: «هل من المنطقي أن نعلن بداية ألفية يسيطر عليها البشر بعد قطع معظم الغابات لغايات زراعية؟».

لم تنتهِ النقاشات المرتبطة بعصر «الأنثروبوسين» بعد، لكن من المستبعد أن تعلن الجهات المعنية عن بداية هذه الحقبة رسمياً في أي وقت قريب.

لن يطرح غياب تعريف رسمي لذلك العصر مشكلة في الأوساط العلمية. سبق وانتشر تعريف علمي ووُضع في خانة «حدث الأنثروبوسين» الذي يُعرِّف هذه الحقبة بمصطلحات جيولوجية بسيطة: «إنه حدث معقد، ومستمر، وقادر على إحداث التغيرات، وهو يشبه «حدث الأكسدة الكبير» وظواهر أخرى في السجلات الجيولوجية».

رغم رفض التصويت لإعلان حقبة جديدة إذاً، سيبقى عصر «الأنثروبوسين» مفيداً بقدر ما كان عليه منذ أكثر من عشرين سنة لإحياء النقاشات والأبحاث حول طبيعة التحولات البشرية على كوكب الأرض.

MISS 3