فيما تواصل إسرائيل وحشيتها تجاه أهل غزّة، «يُبدع» النظام السّوري في جنون القمع وفنونه الذي ينتهجه ضدّ شعبه كباراً وصغاراً. إذ ينشغل أهل حمص بخبر عن طفل رسم فوق صورة الرئيس بشار الأسد وشوّهها خلال حصة في إحدى المدارس، قبل أن يلف الغموض مصير هذا الصغير، حسب ما أفاد مدير «المرصد السّوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن.
وفي التفاصيل، اعتقل عناصر من المخابرات الطفل محمد العلي في الصف الرابع الإبتدائي ويبلغ من العمر 9 سنوات، في مدرسة قرية مرج القطا في ريف حمص الغربي، بزعم تشويهه صورة الأسد.
وأشار عبد الرحمن في مداخلة مع قناة «العربية/الحدث» أمس، إلى أنّ «مدير المدرسة المدعو وسيم شحّود، أقدم على ضرب الطفل وتعذيبه بعدما رسم على الصورة الرئاسية في كتاب مادة الإجتماعيات، فيما لا يزال مصير الصغير مجهولاً حتى اللحظة». كما أكد أن مدير المدرسة نفسه هو من أبلغ جهاز المخابرات الذي حضر لاعتقال ابن التسع سنوات.
وتُعيد هذه الحادثة إلى الأذهان حادثة درعا، عندما خطّ أطفال عبارة «أجاك الدور يا دكتور» على جدار مدرسة ثانوية بنين البلد، في شباط من عام 2011، ليتمّ اعتقالهم بعد ذلك بوشاية من المدير أيضاً. وحينما طالب أهالي درعا بأطفالهم ردّت عليهم الجهات المختصة بأن عليهم «نسيانهم»، ما فجّر غضباً واسعاً، اندلعت إثره شرارة مظاهرات تحوّلت بعدها إلى حرب طاحنة ما زالت تداعياتها مستمرة منذ سنوات. ولم يصدر في حينه أي تعليق رسمي من السلطات حول الحادثة، كما لم يُكشف مصير الأطفال أبداً.
في السياق، تجمّع المئات من السوريين أمس، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء مجدّدين مطالبتهم بالحرية وإسقاط النظام وإطلاق سراح المعتقلين وتطبيق القرار 2254، كما رفع المشاركون في المظاهرة لافتات كُتبت عليها عبارات مناوئة للنظام وحكومته.
