أحمد عياش

الأسد يسأل من قتل الحريري؟

14 آذار 2024

02 : 00

هل سقطت بمرور 19 عاماً «ثورة الأرز»؟ وإذا جاز طرح هذا السؤال، فلا بد من إعادة النظر في 14 آذار 2005. في ذلك اليوم، نزل مئات الآلاف من المواطنين إلى ساحة الشهداء ليحيوا مرور شهر على اغتيال رفيق الحريري ورفاقه. ورفعوا شعار إنهاء الوصاية السورية، وطالبوا بخروج جيش بشار الأسد، ومعاقبة مرتكبي جريمة 14 شباط من ذلك العام.

هل كانت هذه الأحداث واقعاً أم خيالاً؟ ما يطرح هذا السؤال هو ما ورد على لسان ياسر عبد ربه أمين السرّ السابق للّجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. ففي مقابلة أجرتها معه «الشرق الأوسط»، روى ما دار بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وبين الرئيس السوري حافظ الأسد عام 1977 بعد اغتيال كمال جنبلاط. وفي هذا اللقاء سأل الأسد عرفات: «من برأيك يا أبو عمار اغتال كمال جنبلاط؟».

وقبل أيام، أطلّ الوزير السابق ميشال سماحة للمرة الأولى بعد 12 عاماً أمضاها في السجن نتيجة حكم أصدرته المحكمة العسكرية في 8 نيسان 2016 بحقه. وفي ذلك الحكم، أدين سماحة بـ»التخطيط لتنفيذ عمليات «إرهابية» بمساعدة النظام الأمني السوري والانتماء إلى مجموعة مسلّحة». وقال سماحة إنّ ما حصل معه هو نتيجة عملية «إلغاء دور» كان يقوم به «لحماية سوريا والمقاومة».

في كل من المقابلتين مع عبد ربه وسماحة، كان الطرف المعني هو النظام السوري. وهذا النظام، سواء أيام حافظ الأسد أم أيام ابنه بشار، هو المتّهم باغتيال جنبلاط. كما أنّه متّهم بتزويد سماحة بالمتفجرات. لكن الفارق بين زمن حافظ الأسد وبين زمن بشار، أنّ الأول، كان مرتاحاً إلى وضعه كي يسأل عرفات عمّن قتل جنبلاط. أما الثاني أي بشار، فهو لم يستطع أن يجنّب من أوفده مع المتفجرات تجرّع كأس السجن. كما لم يستطع أن يجنّب حليفه «حزب الله» الحكم الذي أصدرته المحكمة الدولية واتهمت فيه عناصر في «الحزب» باغتيال الحريري ورفاقه.

ما لم يروَ حتى الآن ما دار حرفياً بين بشار الأسد والرئيس سعد الحريري عندما زار الأخير دمشق في كانون الأول 2009. وإذا جاز التشبيه، فإنّ لقاء حافظ الأسد مع عرفات عام 1977 هو مماثل للقاء بشار الأسد مع سعد الحريري. فالصلة بين عرفات وكمال جنبلاط كانت عميقة جداً. كما أنّ سعد الحريري هو نجل رفيق الحريري. واجتمع الأول مع قاتل جنبلاط، واجتمع الثاني مع حليف «الحزب» الذي قام عناصره باغتيال رفيق الحريري بوجود الجيش السوري في لبنان. هل سأل بشار الأسد سعد الحريري «من برأيك اغتال والدك؟».

ياسر عبد ربه كان مشاركاً في لقاء حافظ الأسد مع عرفات، فروى ما دار بينهما. فهل هناك من سيروي ما دار بين بشار الأسد وبين سعد الحريري؟ حتى يظهر من يروي، اتكالنا هو على «أنّ الابن سرّ أبيه». فهل سأل الرئيس السوري الحالي رئيس الحكومة الأسبق: «من قتل رفيق الحريري؟».

MISS 3