جنى جبّور

ياسمينا بعد جورجينا... لبنان يتربّع على عرش الجمال مجدداً

11 آذار 2024

02 : 03

ياسمينا زيتون وكريستينا بيشكوفا وأتشي أبراهامز وليسيغو تشومبو

خفقت قلوب اللبنانيين فرحاً أمس الأول تماماً كنبض ياسمينا زيتون (22 عاماً) المتسارع مع وصولها إلى نهائيات ملكة جمال العالم؛ إختلطت لحظات النجاح هذه بمشاعر السعادة والفخر المكبوتة عندهم منذ سنوات إزاء وضع وطنهم الصعب. تزاخم الأمل وانعكس تفاؤلاً وفخراً، بعد 53 عاماً على تتويج جورجينا رزق «ملكة جمال الكون» (1971)، إذ أعادت «ملكة جمال لبنان» لعام 2023 الأمجاد إلى وطنها، متربّعةً وصيفة أولى على عرش «ملكة جمال العالم» 2024، حاصدةً أيضاً لقب «ملكة جمال آسيا وأوقيانيا»، معزّزةً مكانة لبنان في عالم الجمال مجدداً.



إتّجهت أنظار العالم أجمع في الساعات الماضية الأخيرة الى مركز «جيو وورلد كونفنشن سنتر» بمدينة بومباي الهندية، حيث تنافست 111 صبية في مسابقة الجمال العالمية في دورتها الحادية والسبعين. واستعرض الحدث النسيج الغني لثقافة الهند وتقاليدها وتراثها وفنونها وحرفها اليدوية ومنسوجاتها أمام جمهور عالمي كبير؛ حيث ارتدت المشاركات الملابس الهندية من تنانير وبلوزات مطرزة بشكلٍ كبير ورقصن على أغاني بوليوود الشعبية. وفي أمسية مليئة بالسحر والجمال والثقافة، تُوّجت كريستينا بيشكوفا (23 عاماً) من جمهورية تشيكيا باللقب، متفوّقةً على زميلاتها اللواتي شاركن في التصفيات التمهيدية، وتأهّلت 40 منهنّ للتنافس على اللقب.

إختيرت عارضة الأزياء التشيكية التي درست الحقوق والمتأهّلة عن أوروبا، بعد المرحلة النهائية التي ضمّت أربع متسابقات، كلّ منهنّ فازت بلقب ملكة جمال منطقة جغرافية. وتقدّمت بيشكوفا على منافساتها المتأهّلات للتصفية النهائية، عن كل من أفريقيا (ممثّلة ببوتسوانا)، وأميركا ومنطقة البحر الكاريبي (ممثّلة بترينيداد وتوباغو)، وآسيا وأوقيانيا (ممثلة بياسمينا زيتون من لبنان).


«4 آب»... قضيّتها

وعاد الجمال اللبناني الى صدارة المسابقات الجمالية، بعد تألّق ياسمينا زيتون التي ارتدت فستاناً أزرق برّاقاً من تصميم نيكولا جبران، وفوزها بالمركز الأول بين المتباريات من قارتي آسيا وأوقيانيا وحلولها وصيفة أولى، فيما حلّت أتشي أبراهامز من ترينيداد وتوباغو وصيفة ثانية، وليسيغو تشومبو من بوتسوانا في المرتبة الثالثة.

وأجابت ياسمينا ردّاً على سؤال مشترك للمتنافسات: «تعلّمت بحكم نشأتي في لبنان كيف أنشر الحبّ أينما حللت، وكيف أكسب الاحترام وأقف على رجليّ كلّما وقعت»، مضيفةً في إشارة الى تفجير «4 آب»: «حتى أكبر انفجار غير نووي في التاريخ لم يستطع أن يجعلنا نتوقّف عن الحلم وتحقيق الإنجازات».

من هي؟

ولدت ياسمينا إسماعيل زيتون في 26 تشرين الأول 2002، في كفرشوبا قضاء حاصبيا، جنوب لبنان. هي تشبه والدتها أسمهان الهلالي بشكل كبير، ولديها شقيقة تدعى هيا وشقيق يدعى آدم.


درست الصحافة في «جامعة سيدة اللويزة»، ولديها صفحة خاصة على «إنستغرام» تحت اسم withyasminashow، تقدّم من خلالها نصائح مؤثرة وقضايا اجتماعية، إضافةً الى استضافتها وجوهاً متنوّعة من مجالات مختلفة.



فازت بلقب «ملكة جمال لبنان» لعام 2022، بعد انقطاع عن إقامة الحدث ثلاث سنوات متواصلة بسبب ثورة «17 تشرين» وجائحة «كورونا». كما شاركت في مسابقة «ملكة جمال الكون» 2022، وكان حضورها لافتاً، إلّا أنها لم تحصل على أي لقب فيها.


مع عائلتها




مع والدتها أسمهان الهلالي




مع يزبك وهبه



رسائل فخر واعتزاز

كان من المفترض أن تصل ياسمينا الى بيروت أمس، ولكن أرجئ الموضوع بسبب مشاركتها في جولة «ملكة جمال الكون» تبدأ من موريشيوس (شرق أفريقيا). وشهدت شبكات التواصل الاجتماعي سيلاً من ردود الفعل الشعبية والسياسية التي أثنت على ذكاء زيتون وجمالها، مع رسائل كثيرة عبّر أصحابها عن فرحتهم بهذا التصنيف.

الإعلامي يزبك وهبه تابع ياسمينا خلال دراستها الجامعية كأستاذ في جامعة «اللويزة»، وأبدى سعادته العارمة في تحقيقها هذا الإنجاز قائلاً لـ»نداء الوطن»: «لا شكّ أنّ فوز ياسمينا زيتون في هذه المناسبة إنجاز يُذكر للبنان، ونقطة ضوء في ظلّ الأجواء السوداء والرمادية التي تحاوطنا على أكثر من صعيد. فابنة كفرشوبا الجنوبيّة الحدوديّة المقيمة في صور رفعت اسم بلدها عالياً. تفاجأت بها عندما كنت أدرّب المتباريات في مسابقة «ملكة جمال لبنان» وكانت الأصغر بينهن وفازت. تملك ياسمينا ثقة كبيرة بالنفس وتتمتّع بإمكانات عالية جدّاً، من سرعة البديهة، الى الثقافة الشاملة، بالإضافة إلى الجمال الذي وهبها إيّاه الله».



وتوجّه إليها مردفاً: «نوّرت لبنان، فوزك مستحقّ. كلامك وأسلوبك وأداؤك، أوصلتك إلى هذا المنصب. أشجّعك على إكمال دراستك في الإعلام للحصول على الإجازة، والاستمرار في مشروعك لتأمين الغذاء للفقراء والمهمّشين... ولتحقيق المزيد من الأهداف في مسيرتك المشرّفة».

وقالت رولا سعد، منتجة حفلة «ملكة جمال لبنان» التي تتولّى تنظيمها وبثّها محطة «المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال» إن زيتون تتميّز بشخصيتها القوية، وكانت مستعدّة للمسابقة وإجاباتها كانت جيدة، علماً أن الشخصية والمعلومات العامة باتت عناصر تؤخذ في الاعتبار في الاختيار»، معتبرةً أن حلولها وصيفة لـ»ملكة جمال العالم» بين كل هذه البلدان أمر مهم للبنان وللمرأة اللبنانية وللبنانيين جميعاً الذين يحتاجون الى ما يفرحهم في خضمّ الأزمات التي يعيشونها».

وقال وزير السياحة وليد نصار إن «النتيجة التي حقّقتها غداة إحياء اليوم العالمي للمرأة، تشكّل فوزاً لكل امرأة لبنانية صمدت وناضلت وقاومت وكانت أقوى ممّا واجه لبنان من صعوبات وأحداث»، مضيفاً: «نفتخر بأن تحمل ياسمينا لقب «ملكة جمال آسيا» والوصيفة الأولى لـ»ملكة جمال العالم»، بعد جورجينا رزق، «ملكة جمال الكون» عام 1971».

من جهتها، نشرت الوزيرة السابقة مي شدياق مقتطفاً من التتويج معلّقةً: «ياسمينا كانت تلميذتي في الجامعة. وفي إحدى المرّات، رأيتها شاردة ومشتّتة. فسألتها مازحة: «ماذا يدور في بالك؟ هل أنت مغرومة؟». ضحكت ووعدتني بأن تخبرني لاحقاً. بعد الصفّ، أطلعتني على رسالة من الـLBCI، وقالت: «سأشارك في مسابقة «ملكة جمال لبنان». والآن، صنعت التاريخ بحلولها وصيفة أولى في «ملكة جمال العالم». هنيئاً! أنا فخورة بك!».

وكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي عبر حسابه على منصة «إكس»: «رغم كل الظروف الصعبة المحيطة بنا، تبقى ومضات الجمال رسالة حب وأمل من لبنان الى كل العالم».

أما النائبة بولا يعقوبيان فتوجّهت بالشكر إلى ياسمينا قائلةً: «لأنكِ حملتِ إلى العالم زجاج بيروت المكسور والمرمّم كما تحملين قضية تفجير بيروت أينما كنت».

بدورها، كتبت نانسي عجرم: «مبروك ياسمينا زيتون. نقلتِ صورة عن وطننا لبنان». وقالت نجوى كرم: «مش جديد على لبنان يصدّر جمال»، فيما علّقت ميريام فارس: «كلّ لبنان فخور فيكِ».

أمّا كارول سماحة فقالت: «بيقولوا بلدنا زغير؟ بس كلّ يوم بيكبر أكتر بشعبه وولاده»، وتوجّه إليها جيري غزال قائلاً: «بتكبري القلب».

وعلّقت نيكول سابا كاتبةً: «طول عمره لبنان واجهة للجمال والشياكة، وياسمينا وصّلت الرسالة شكلاً ومضموناً وكلاماً».










MISS 3