أقدم دليل على وجود البشر في أوروبا

02 : 00

يبدو أن الأدوات الحجرية التي عثر عليها العلماء في عمق رواسب مأخوذة من محجر في «كوروليفو»، أوكرانيا، قد تعيد كتابة تاريخ الهجرة البشرية.

إستعمل الإنسان المنتصب (سلف الإنسان المعاصر) تلك الكتل الحجرية البسيطة ظاهرياً في الماضي، وتكشف بيانات تأريخ جديدة أنها قد تكون أقدم دليل على مساكن البشرانيات في القارة الأوروبية.

قيل سابقاً إن أقدم أسلافنا كانوا يعجزون عن الصمود على خطوط العرض الشمالية الأكثر برودة من دون إشعال النار أو استعمال أدوات حجرية معقدة. لكن ظهر الآن دليل على عيش الإنسان المنتصب شمالاً على مسافات أبعد مما وثّقه الباحثون في تلك الفترة الزمنية القديمة.

تستفيد التقنية التي استعملها العلماء من وفرة الأشعة الكونية التي تُغرِق المواد المكشوفة على السطح. من خلال مقارنة مستويات اضمحلال نوى ذرية محددة، يمكن قياس المدة الزمنية التي مرّت منذ أن كان الجسم مكشوفاً تحت السماء للمرة الأخيرة.

في موقع «كوروليفو»، قاس العلماء كمية النويدات الكونية من نوع البريليوم - 10 والألومنيوم - 26. تتراكم هذه النويدات في حبيبات الكوارتز حين تقع الصخرة على السطح بسبب الأشعة الكونية المنبثقة من الفضاء، لكنها تبدأ بالتحلل عندما تصبح مدفونة تحت الأرض. يختلف مستوى اضمحلال النويدات بحسب مدة بقاء الكتل تحت سطح الأرض. هذه العوامل تسمح بقياس عمرها منذ دفنها. إستعمل الباحثون أيضاً نموذجاً مبنياً على قواعد رياضية لتحديد عمر طبقات الرواسب، وهي المرة الأولى التي تُستعمل فيها هذه الطريقة لتأريخ الآثار. بلغ أقدم عمر توصّل إليه العلماء بفضل هذه التقنية 1.42 مليون سنة، وهو يرتبط بأقدم الأدوات المستعملة هناك.

سمح تأريخ الآثار للباحثين بملء بعض الثغرات المستمرة في تاريخ الهجرة البشرية، فقد كشف بحثهم أن الإنسان المنتصب كان موجوداً في أوروبا منذ 1.4 مليون سنة، وقد هاجر نحو آسيا منذ 1.8 مليون سنة. تعود أقدم آثار متحجرة للإنسان المنتصب إلى مليونَي سنة، وهي موجودة في كهف في جنوب أفريقيا ويصعب تجميعها واستكشافها.

MISS 3