رئيس "الموساد" إلى الدوحة والأوروبّيون ضدّ اقتحام رفح

بلينكن: الهدنة مُمكنة... و"القرار الأميركي" أمام مجلس الأمن اليوم

02 : 00

فلسطينيون خلال نزوحهم من «مجمّع الشفاء» في اتجاه وسط القطاع أمس (أ ف ب)

ما زال «الخنجر الإسرائيلي» ينحر قطاع غزة من شماله إلى جنوبه مع تعثّر محادثات وقف النار حتّى اللحظة، فيما كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القاهرة أمس أن هناك تقارباً في مفاوضات الدوحة الهادفة للتوصّل إلى اتفاق لوقف النار وإطلاق سراح الرهائن.

وأكد بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري أن واشنطن «تواصل الدفع من أجل التوصّل إلى اتفاق في الدوحة»، مشيراً إلى أنه «من الصعب تحقيق ذلك، لكنّني أعتقد أنه لا يزال ممكناً».

واعتبر بلينكن أن قيام إسرائيل بأيّ عملية عسكرية كبيرة في مدينة رفح سيكون «خطأً»، إذ إنّها «ليست ضرورية»، لافتاً إلى أن «هناك طريقة أفضل للتعامل مع التهديد المستمرّ» الذي تُمثّله «حماس».

وأوضح أن زيارته للمملكة العربية السعودية تخلّلتها «مشاورات جيّدة للغاية» مع القادة السعوديين حول تقارب في العلاقات بين المملكة وإسرائيل، مؤكداً أنه لا يستطيع «تحديد إطار زمني لذلك»، وأن المحادثات «تقترب من نقطة التوصّل إلى اتفاقات».

ووسط التعنّت الإسرائيلي لاجتياح رفح، أكد شكري «رفض أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح»، وقال: «ليس هناك مجال لاستمرار الحرب»، مشدّداً على ضرورة «تكثيف المساعدات في ظلّ وضع غير مسبوق» في القطاع.

وخلال جولته السادسة في الشرق الأوسط منذ بداية الحرب، التقى بلينكن الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة، ووزراء خارجية مصر وقطر والسعودية والأردن ووزيرة الدولة الإماراتية للتعاون الدولي، بعدما كان قد التقى وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان.

وأصدر الوزراء الخمسة إلى جانب ممثل للسلطة الفلسطينية قبل اللقاء مع بلينكن، بياناً مشتركاً أكدوا فيه «أولوية تحقيق وقف شامل وفوري لإطلاق النار وزيادة نفاذ المساعدات الإنسانية، وفتح كلّ المعابر بين إسرائيل وقطاع» غزة.

وتوافقت واشنطن والقاهرة على «رفض تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم بأي شكل أو صورة»، وكذلك على «ضرورة اتخاذ الإجراءات كافة لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة». وفيما حذّرت مصر من التداعيات الإقليمية الخطرة والمتزايدة لتوسيع رقعة الصراع في المنطقة، أشار السيسي خلال لقائه مع بلينكن إلى «العواقب الخطرة لأي عملية عسكرية في مدينة رفح».

وشدّد السيسي على «ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار»، مشيراً إلى ما يتعرّض له القطاع وسكّانه من «كارثة إنسانية ومجاعة تُهدّد حياة المدنيين»، في حين كشفت الحكومة الإسرائيلية أن رئيس «الموساد» ديفيد برنيع سيعود اليوم إلى الدوحة، حيث سيلتقي رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، وكذلك رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

في الغضون، ستعرض الولايات المتحدة اليوم مشروع قرارها الذي يُشدّد على «وقف فوري لإطلاق النار» في غزة على مجلس الأمن الدولي للتصويت عليه، مؤكدةً أنّها «تعمل جدّياً مع أعضاء المجلس منذ أسابيع عدّة على قرار يدعم في شكل لا لُبس فيه الجهود الديبلوماسية الهادفة إلى ضمان وقف فوري لإطلاق النار في غزة في إطار اتفاق حول الرهائن».

أوروبّياً، دعا قادة الاتحاد إلى هدنة إنسانية فورية في غزة تؤدّي إلى وقف مستدامٍ لإطلاق النار، وحضّوا إسرائيل على عدم تنفيذ «عملية برية» في رفح، فيما تحدّث رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن «بيان قوي وموحّد لقادة الاتحاد الأوروبي في شأن الشرق الأوسط».

وفي اليوم الـ167 من الحرب، ارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين إلى 31988 قتيلاً، سقط منهم نحو 70 شخصاً جرّاء القصف والغارات والعمليات الإسرائيلية خلال 24 ساعة حتى صباح الخميس. وتواصلت المعارك في الأحياء المحيطة بمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، في اليوم الرابع من العملية التي يُنفّذها الجيش الإسرائيلي الذي طوّق المستشفى واقتحمه فجر الإثنين.

وأشار الجيش إلى أنه قتل «حتّى الآن» 140 «مقاتلاً فلسطينيّاً»، منهم 50 بين يومَي الأربعاء والأمس، كما اعتقل نحو 600 شخص، بينما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن الجيش الإسرائيلي فجّر مبنى من 7 طوابق يضمّ عدداً من غرف العمليات الجراحية والرعاية المكثفة في مستشفى الشفاء.

وفي الضفة الغربية، قتل الجيش الإسرائيلي 8 فلسطينيين خلال أقلّ من 12 ساعة، مستخدماً الطائرات المسيّرة، إذ قصفت مسيّرة إسرائيلية مجموعة من الشبان في مخيّم نور شمس قرب طولكرم، ما أودى بحياة 4 منهم.

وفي مخيّم جنين، قصفت مسيرة سيارة تقلّ 4 شبان مساء الأربعاء - الخميس، ما أودى بحياة 3 منهم، بينما أُصيب الرابع بجروح بالغة الخطورة. وأعلنت حركة «الجهاد الاسلامي» أن الضربتَين استهدفتا نشطاء في الحركة. كما قُتِل فلسطيني اعتنق اليهودية بنيران إسرائيلية عند مفترق طرق اليعازر، بين الخليل والقدس في جنوب الضفة.

إنسانيّاً، أعلنت قبرص أنها تعمل على إرسال «أكبر عدد مُمكن من السفن» إلى غزة خلال اجتماع دولي مخصّص لهذا الممرّ الإنساني، فيما لفتت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة إلى أن «الأطفال في غزة يموتون من الجوع وهم محرومون من الطعام ولا يجدون حتّى الفتات»، مجدّدةً النداء لوقف إطلاق النار.

إقليميّاً، ذكر موقع «بلومبرغ» أن الصين وروسيا توصّلتا إلى اتفاق مع الحوثيين على ألّا يجري استهداف سفنهما التي تعبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وذلك بعد مفاوضات في سلطنة عُمان في شأن الملاحة في البحر الأحمر. وحذّر زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي من أنه «لدينا خطط لشنّ ضربات مستقبلية تكون أكثر تأثيراً على العدو».

دوليّاً، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن السفارة الإسرائيلية في هولندا تعرّضت لهجوم بـ»جسم مشتعل»، مؤكدةً أن الشرطة اعتقلت أحد المشتبه فيهم.

MISS 3