مايز عبيد

إنتخابات المهندسين شمالاً: الأحزاب تسعى إلى استعادة سيطرتها

23 آذار 2024

02 : 00

المصري خلال إعلان اللائحة

بدأت تتّضح معالم التحالفات التي ستجرى على أساسها انتخابات نقابة المهندسين في الشمال، يوم 14 نيسان المقبل لاختيار خلف للنقيب بهاء حرب و4 أعضاء في مجلس النقابة، في انتخاباتٍ وَضعت النقابة والمهندسين أمام اصطفاف سياسي، لتكون المعركة سياسية في الدرجة الأولى، بعناوين وشعارات نقابية مطلبية، يتبنّاها المرشّحون كبرامج انتخابية لحملاتهم في لائحتين متنافستين.

الإصطفاف السياسي بين المهندسين شمالاً انضوى في لائحتين متنافستين: الأولى أُعلنت ويرأسها المرشّح لمركز النقيب المهندس مرسي المصري ومعه كل من المهندسين: ميشال فغالي، محمود الصاج، راوول الزريبي وسليم نشابة، وستخوض الإنتخابات تحت مسمّى «نقابتنا».

اللائحة الثانية من المفترض وبحسب المعلومات، أن تُبصر النور اليوم السبت، بعدما توصّل كل من المرشّحَين المهندسين فادي عبيد وشوقي فتفت إلى اتفاقٍ على تحالف ينسحب بموجبه عبيد لصالح فتفت الذي سيترشّح عن مركز النقيب، وذلك بعد دمج اللائحتين والخروج بلائحة واحدة، سعياً لتعزيز فرصها في المنافسة أمام لائحة «نقابتنا».

إعلان لائحة «نقابتنا»

وأعلنت يوم الخميس ولادة لائحة «نقابتنا»؛ التي تجمع بشكل أساسي تحالف تياريّ «المستقبل» و «المردة»، إلى جانب حزب «القوات اللبنانية»، وعدد من النواب والشخصيات النقابية. والمرشّح لمركز النقيب مرسي المصري، قال: «لا نخجل بخياراتنا السياسية ما دامت لخدمة العمل النقابي»، وأطلق برنامج عمل اللائحة لـ 3 سنوات مقبلة، مشدّداً على دعم قضايا النقابة ومنتسبيها، وضرورة تطوير خدماتها وصولاً إلى النقابة الإلكترونية.

وفي محاولة لإشراك المهندسين في صنع قرارات النقابة، وعدَ المصري في حال فوزه بأن تحظى كل قرارات النقابة بدعم الجمعية العمومية وثقتها، وليس فقط مجلس النقابة، وأوضح أنّ الهدف إيصال فريق متجانس يحقّق أهداف النقابة.



لائحة «النقابة أولاً»

ومن المنتظر أن تعلن اليوم اللائحة الثانية المنافسة التي يترأسها المهندس شوقي فتفت، وستحمل بحسب المعلومات اسم «النقابة أولاً»، وستجمع تحالفاً سياسياً مواجهاً للائحة «نقابتنا»، ويضمّ: «التيار الوطني الحرّ»، تيار «العزم»، «تجمّع الإصلاح»، والنائب فيصل كرامي وبعض القوى السياسية والنقابية الأخرى.

وبحسب معلومات «نداء الوطن»، فإنّ برنامج اللائحة سيركّز على عدّة نقاطٍ أساسية، تتعلّق بتطوير العمل في نقابة المهندسين وتحسين أداء المؤسسات التابعة لها، وستعمل في حال وصولها على تثبيت أن يكون أي نقيب جديد للمهندسين شمالاً قد مرّ في عضوية الهيئة العمومية وليس المجلس فقط.

ومن الأمور المشتركة في برنامج اللائحتين، مسائل تتعلّق بدعم التأمين الصحي والتقاعد واستعادة الصندوق التقاعدي وصندوق التقديمات الإجتماعية لصالح المهندسين، ولأنّ خدمات كثيرة خسرها المهندسون منذ بداية الأزمة الإقتصادية في لبنان عام 2019، فإنّ النقابة، تحتاج إلى تطوير عملها وأدائها، وتحديث القوانين الخاصّة بها، بالإضافة إلى إعادة بعض الخدمات والإمتيازات التي كان يتمتّع بها المهندس في السابق، ولا سيما أن فترة تولّي المهندس بهاء حرب رئاسة النقابة لم تشهد أي تطوّر في العمل والأداء، خصوصاً أنّه كان بعيداً كل البعد عن الخوض في المشكلات الداخلية للنقابة والمنتسبين، ولم يدخل في صلب العمل النقابي الروتيني اليومي، بحسب ما يشير عدد من المهندسين، ولم يكن على تماسٍ مباشر مع شؤون النقابة وشجونها ويومياتها.

وما لا ينطبق على حرب ينطبق على المرشَّحَين الحاليين لمركز النقيب، أي مرسي المصري وشوقي فتفت. فالإثنان يُعتبران ضليعين في العمل النقابي، وهما على تماسٍ مع قضايا النقابة والمهندسين منذ سنوات. ويعدّ حزب «القوات اللبنانية «وتيار «المستقبل» و»التيار الوطني الحرّ»، الأحزاب الأكثر تأثيراً وتمثيلاً في نقابة المهندسين في طرابلس. «القوات» هي الأكثر تتظيماً بين أحزاب النقابة ولديها بلوك انتخابي مهم، يليها «المستقبل». أما «الوطني الحرّ»، وعلى الرغم من حضوره الواضح، إلا أنه الحزب الأقل تنظيماً في النقابة، أما «المردة» فحجمه وحضوره ليس بحجم «القوات» و»المستقبل» و»الوطني الحرّ».

معركة وجود

وتخوض الأحزاب السياسية معركة النقابة على أنها معركة وجود، يحاول فيها «المستقبل» التأكيد على أن ابتعاد رئيسه سعد الحريري عن العمل السياسي لم يلغِ وجوده في النقابات، مستفيداً من تجربته السابقة في نقابة المحامين بوصول نقيب محسوب عليه. لذلك فإنّ بعض الثُغر والمشكلات، يعمل الأمين العام لـ»التيار» أحمد الحريري مع الكوادر على حلهّا قبل الإنتخابات، ومنها الخلاف السابق وغياب الكيمياء بين المرشح الحالي المصري والنقيب المنتهية ولايته حرب، بالإضافة إلى التواصل مع المرجعيات والفاعليات في كل اتجاه، من أجل حشد الدعم والتأييد للمصري ولائحته. أما «القوات» فتريد التأكيد من خلال الإنتخابات على حضورها النقابي والشعبي في طرابلس، فهي تتقاسم معظم وظائف وخدمات النقابة مع «المستقبل».

بالتأكيد، استحقاق 14 نيسان ليس منافسة سهلة أو نزهة لأي لائحة، مع أنّ هناك أرجحية حتى اللحظة لتحالف «المستقبل»ـ «القوات». ولأنّ الفوز بالنقابة يعدّ بمثابة إشارة واضحة إلى الحضور السياسي والشعبي للأحزاب الفائزة، تسعى القوى الأخرى بما فيها «العزم» وإسلاميون، لإنهاء سطوة «المستقبل» عن النقابة بحسب ما يقول متابعون، خصوصاً أن مفاوضات «المستقبل» مع «العزم» لم توصل إلى تفاهم، مع الإشارة إلى أنّ «العزم» لا يملك قوة تجييرية يعتدّ بها، في نقابة بلغ عدد مشتركيها 16 ألفاً وعدد مسدّدي الإشتراكات منهم 9 آلاف، ويرجّح ألا تتجاوز نسبة المقترعين من المهندسين لهذه الدورة الـ3000 مهندس.

MISS 3