غارات وقذائف مدفعية وإطلاق نار... نتنياهو: نصرالله يورّط لبنان ويلعب بالنار

إسرائيل تؤكد إحباط محاولة تسلّل و"حزب الله" ينفي: معركة افتراضية

02 : 00

استنفار إسرائيلي على الحدود وقصف بالمدفعية (أ ف ب)

في غمرة البحث عن سبل إنقاذ لبنان من كبوته السياسية والاقتصادية والمالية، والحدّ من تفشي الوباء "الكوروني"، سرقت جبهة الجنوب الأضواء أمس لساعات، بعد تزايد الحديث عن ردّ انتقامي لـ"حزب الله" على مقتل أحد عناصره في الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت موقعاً عسكرياً قرب مطار دمشق الدولي، والتوتر الشديد الذي ساد بعض الوقت، في منطقة مزارع شبعا المحتلة وعند الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية، قبل أن تستعيد هدوءها الحذر، بعد الحديث الاسرائيلي عن حصول تبادل لإطلاق النار في منطقة جبل روس اثر محاولة خلية من "حزب الله" إطلاق صاروخ للدبابات على موقع للجيش الإسرائيلي، ومقتل وجرح افرادها. وتبع ذلك غارات اسرائيلية وهمية في أجواء منطقة مزارع شبعا، وإطلاق قذائف مدفعية على محيط رويسات العلم في منطقة كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وسقوط قذيفة على منزل فوزي ابو علوان في بلدة الهبارية.

"حزب الله": الردّ آت

الرواية الاسرائيلية ناقضها "حزب الله" بعد وقت، وقال في بيان استحضر فيه صيغة "المقاومة الإسلامية"، في استعادة لمفردات الحرب: "يبدو أن حالة الرعب التي يعيشها جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنوه عند الحدود اللبنانية، وحالة الاستنفار العالية والقلق الشديد من ردّة فعل المقاومة على جريمة العدو التي أدت إلى استشهاد الأخ المجاهد علي كامل محسن، كذلك عجز العدو الكامل عن معرفة نوايا المقاومة، كل هذه العوامل جعلت العدو يتحرك بشكل متوتر ميدانياً وإعلامياً على قاعدة "يحسبون كل صيحة عليهم". واعتبر ان "كل ما تدّعيه وسائل إعلام العدو عن احباط عملية تسلّل من الأراضي اللبنانية إلى داخل فلسطين المحتلة وكذلك الحديث عن سقوط شهداء وجرحى للمقاومة في عمليات القصف التي جرت في محيط مواقع الإحتلال في مزارع شبعا هو غير صحيح على الإطلاق، وهو محاولة لاختراع انتصارات وهمية كاذبة"، ونفى حصول "أي اشتباك أو إطلاق نار من طرفها في أحداث اليوم (الامس) حتى الآن، وإنما كان من طرف واحد فقط هو العدو الخائف والقلق والمتوتر". واكد ان الردّ "على استشهاد محسن الذي استشهد في العدوان الصهيوني على محيط مطار دمشق الدولي آت حتماً، وما على الصهاينة إلا أن يبقوا في انتظار العقاب على جرائمهم". واشار الى ان القصف الذي حصل على قرية الهبارية وإصابة منزل أحد المدنيين لن يتمّ السكوت عنه على الإطلاق. وإن غداً لناظره قريب. وما النصر إلا من عند الله العزيز الجبّار".نتنياهو يرد

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي أول ردّ على بيان "حزب الله"، اكد تسلل مجموعة من الحزب إلى اسرائيل وقال: "بفضل الجهوزية القتالية لجيشنا احبطنا المحاولة"، واتّهم الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله بتوريط لبنان بسبب ايران، واكد مواصلة العمل ضد ايران. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الأمن الاسرائيلي بيني غانتس أنّ نصرالله "ارتكب خطأ كبيراً واقترح ألا يكرّر هذا الخطأ". واعتبر "ان حزب الله ودولة لبنان مسؤولان عن هذا الحادث وعن أي هجوم يخرج من الأراضي اللبنانية إلى إسرائيل. وقال "حزب الله" يلعب بالنار". من جانبه، اكد غانتس تصميم بلاده "أكثر من أي وقت مضى على منع أي ضرر على سيادتها أو جنودها، وبالتأكيد لمواطنيها". وقال: "لبنان وسوريا دولتان ذات سيادة وستتحملان المسؤولية المؤلمة عن أي عمل إرهابي يخرج من أراضيهما".ايران و"حماس" على الخطّ

وفيما نأى"حزب الله" عن نفسه حيال ما حصل، لوحظ دخول ايران على خط الاحداث، من خلال تأكيد سفيرها في لبنان محمد جلال فيروزنيا من دار الفتوى "أن العدو الصهيوني إذا ما أقدم على ارتكاب حماقة أو مغامرة فلا شك أن هناك ضربة أقسى ستكون في انتظاره". اما حركة "حماس" فسارعت الى اصدار بيان دانت فيه اعتداءات اسرائيل المتكررة التي تستهدف الأراضي السورية واللبنانية، واكدت دعمها الكامل "لحقّ لبنان وسوريا والمقاومة في التصدي لهذه الاعتداءات والرد عليها".

صمت رسمي

في المقابل، صمت رسمي مُطبق، خرقه الإعلان ان رئيس الحكومة حسان دياب قطع جميع اجتماعاته، وأجرى سلسلة اتصالات لمواكبة الوضع في الجنوب منذ حصول العملية العسكرية وتطور الأوضاع، واتصل برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزيرة الدفاع زينة عكر، وبقائد الجيش العماد جوزيف عون.

موقف دياب سبقه موقف لوزير الخارجية ناصيف حتي اكد حق لبنان بالدفاع عن نفسه ضد اي اعتداء إسرائيلي على أراضيه، وقال في الوقت نفسه ان "لبنان ملتزم بقرار مجلس الأمن 1701 بكامل مندرجاته ومتمسك بعديد قوات اليونيفيل في جنوب لبنان كما هي وكذلك بمهامها من دون أي تعديل".

ادرعي: إحباط عملية

وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تحدث عن احباط عملية هجومية في منطقة جبل روس. وأوضح في بيان أن "خلية من "حزب الله" مكونة من بين 3 الى 4 أشخاص تسللت أمتاراً معدودة للخط الأزرق ودخلت الى منطقة سيادية إسرائيلية"وأضاف، أنه:" تم فتح النيران نحوهم وتشويش مخططاتهم". قال "لا نعرف وضعهم الصحي". واوضح "تمكنت القوات من تشويش عملية خططت الخلية لتنفيذها". وأضاف: " لم تقع إصابات في صفوف قواتنا".

وبعدما كان الجيش الإسرائيلي طلب من السكان الإسرائيليين في المنطقة الحدودية مع لبنان البقاء في منازلهم وعدم التحرّك، اوضح أدرعي لاحقاً "يتم إعادة فتح الطرقات المدنية في منطقة الشمال وإعادة الحياة المدنية الى الروتين". ومع ذلك فقد استدرك: "الحدث لا يزال قائماً. أيام معقدة ومتوترة أمامنا".

"اليونيفيل"

وعلى خط التهدئة والمعالجات، اعلن المتحدث باسم "اليونيفيل" اندريا تيننتي أن رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتّصال مع الطرفين لتقييم الوضع ولجم التوتر، وحضّت البعثة الطرفين على ممارسة ضبط النفس.


MISS 3