"فيتو خبيث" يطيح "قرار واشنطن" في مجلس الأمن

رفح تُعمّق الخلاف الأميركي - الإسرائيلي

02 : 00

بلينكن خلال مصافحته متظاهراً يُطالب بإطلاق سراح الرهائن في تل أبيب أمس (أ ف ب)

كما كان متوقّعاً، زادت قضية «اجتياح رفح» في أقصى جنوب قطاع غزة تعميق الخلاف بين الولايات المتحدة والدولة العبرية، حيث أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقائهما أمس، عن رأيَين متناقضَين في شأن الهجوم على رفح مع تحذير واشنطن من أنه سيُفاقم عزلة حليفتها في العالم، في وقت كشف البيت الأبيض أن هناك تقدّماً ملحوظاً في محادثات الهدنة في الدوحة.

وبعد لقاء استمرّ حوالى 40 دقيقة في تل أبيب، قال نتنياهو: «لا سبيل أمامنا لهزيمة «حماس» من دون الدخول إلى رفح والقضاء على كتائبها المتبقّية هناك»، مضيفاً: «أخبرته أنّني آمل في أن أفعل ذلك بدعم من الولايات المتحدة، لكن إذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك بمفردنا».

وبالإضافة إلى التشديد على الحاجة الملحّة لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة، أعرب بلينكن عن المعارضة الأميركية لهذه العملية البرّية خلال مناقشة وُصفت بـ»الصريحة». وقال بلينكن للصحافة على مدرج المطار قبل مغادرته: «نُشارك إسرائيل هدفها المتمثّل في هزيمة «حماس» وضمان الأمن على المدى الطويل».

لكن «عملية عسكرية برّية واسعة النطاق في رفح ليست هي الحلّ الأمثل لتحقيق ذلك. فهي تُهدّد بقتل مزيد من المدنيين... وتُهدّد بعزل إسرائيل في شكل أكبر حول العالم، وتُعرّض أمنها على المدى البعيد للخطر»، وفق الوزير الأميركي.

وبعدما أطاح «فيتو» روسي - صيني بمشروع قرار تقدّمت به واشنطن في مجلس الأمن الدولي ويُشير إلى «الضرورة القصوى للتوصّل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار... يتّصل بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين»، علّق بلينكن قائلاً إنّ «مشروع القرار الذي حظي بدعم قوي للغاية، شهد بعد ذلك لجوء روسيا والصين إلى الفيتو في شكل خبيث».

ووصفت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد «الفيتو» الروسي والصيني، بأنه ليس «خبيثاً فحسب»، بل «سخيف» أيضاً، وقالت: «بكلّ بساطة لا ترغب روسيا والصين بالتصويت لصالح قرار صاغته الولايات المتحدة».

في المقابل، اعتبر المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا أن «المنتج الأميركي (مشروع القرار) مُسيّس بشكل مبالغ فيه وهدفه الوحيد هو استرضاء الناخبين ورمي طعم لهم عبر الإشارة إلى نوع من وقف إطلاق النار في غزة»، فيما تحدّث السفير الصيني لدى الأمم المتحدة جانغ جون عن «صيغة مبهمة».

ولفت المندوب الفلسطيني رياض منصور أيضاً إلى أن البلدان العربية أيّدت معارضة الجزائر للنصّ، نظراً إلى أنه لم يتضمّن دعوة صريحة إلى وقف إطلاق النار.

في الغضون، كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده تعكف على إعداد مشروع قرار آخر. ووفق مصدر ديبلوماسي، فإنّ هذا النصّ الأوسع والأطول أجلاً يتضمّن تعزيز وقف إطلاق النار المحتمل، وإطلاق سراح الرهائن، ودور السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة في غزة بعد الحرب، وإعادة إطلاق العملية السياسية.

وأفادت مصادر ديبلوماسية وكالة «فرانس برس» أن مجلس الأمن الدولي سيُصوّت اليوم على مشروع قرار أعدّه العديد من أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين، يدعو بوضوح إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في غزة.

وكان لافتاً بالأمس إعلان إسرائيل مصادرة 8 آلاف دونم (800 هكتار) إضافية من الأراضي في غور الأردن، في خطوة وصفها ناشطون مناهضون للاستيطان بأنها الأكبر في الأراضي الفلسطينية المحتلّة منذ عقود.

إقليميّاً، تحدّثت وسائل إعلام حوثية عن قصف أميركي - بريطاني يستهدف مناطق في العاصمة اليمنية صنعاء. وبعد تقارير عن اتفاق بين موسكو وبكين والحوثيين لتحييد السفن الروسية والصينية من الاستهداف، أوضح الكرملين أنه ليس على علم بأي تأكيدات أمنية من الحوثيين في شأن سلامة سفن الشحن الروسية والصينية في البحر الأحمر.

MISS 3