غوتيريش يصف الوضع في غزة بـ"فرسان نهاية العالم الأربعة"

أميركا تُلوّح بالعواقب على إسرائيل وماكرون يُصعّد في وجه نتنياهو

02 : 00

جانب من المشاركين المؤمنين في الطواف التقليدي في جبل الزيتون أمس (أ ف ب)

حلّ «عيد الشعانين» في اليوم الـ170 للحرب في قطاع غزة أمس، حزيناً بكلّ المقاييس، مع استمرار القصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية في كلّ أنحاء القطاع المنكوب، في وقت لم تستبعد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أن تتحمّل إسرائيل «عواقب أميركية» إذا مضت قدماً في هجوم برّي كبير لاجتياح مدينة رفح.وخلال مقابلة مع شبكة «أي بي سي»، سألت المذيعة نائبة الرئيس جو بايدن حول ما إذا كان لاجتياح إسرائيل المُرتقب لرفح «عواقب» من قِبل واشنطن، فأجابت هاريس: «سنأخذ الأمر خطوة بخطوة»، ولكن بعد طرح السؤال مرّة ثانية، قالت: «لا أستبعد أي شيء».

وأكدت أنّه «كنّا واضحين خلال محادثات متعدّدة... أن أي عملية عسكرية كبيرة في رفح ستكون خطأً فادحاً»، مشيرةً إلى أنّها «درست الخرائط، ولا يوجد مكان يذهب إليه هؤلاء الأشخاص، نحن ننظر إلى حوالى 1.5 مليون شخص في رفح، موجودون هناك لأنّه طُلب منهم الذهاب إلى هذه المنطقة».

وعلى الخطّ الفرنسي، صعّد الرئيس إيمانويل ماكرون لهجته تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً مجدّداً «معارضته الصارمة» لهجوم إسرائيلي على رفح، ومحذّراً من أن «النقل القسري للسكّان يُشكّل جريمة حرب».

وكرّر ماكرون خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو دعوته إلى «وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة»، و»دان بشدّة الإعلانات الإسرائيلية الأخيرة في شأن الاستيطان»، بعدما أعلنت الدولة العبرية الجمعة مصادرة 800 هكتار من الأراضي في غور الأردن في الضفة الغربية بهدف بناء مستوطنات جديدة.

كما أبلغ الرئيس الفرنسي رئيس الوزراء الإسرائيلي نيّته تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدعو إلى «وقف فوري ومستدام لإطلاق النار»، فيما تحدّث ماكرون هاتفيّاً أيضاً مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وناقش الزعيمان «حصيلة الضحايا والوضع الإنساني غير المبرّرين في غزة»، بحسب الإليزيه. واتفقا على ضرورة التوصّل إلى وقف إطلاق نار «فوري ومستدام».

وفي ما يتعلّق بمفاوضات الهدنة، غادر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيل بيرنز ورئيس «الموساد» ديفيد برنيع الدوحة مساء السبت بعد المشاركة في محادثات في شأن هدنة موَقتة في غزة وعملية تبادل رهائن وأسرى، وفق وكالة «فرانس برس».

في السياق، ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن الوفد الإسرائيلي الذي يجري مفاوضات في قطر وافق على اقتراح حلّ وسط قدّمته واشنطن في شأن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُطلق سراحهم ضمن هدنة موَقتة محتملة واتفاق لإطلاق سراح الرهائن، مشيرة إلى أن «حماس» لم تردّ بعد.

توازياً، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن زيارته لواشنطن هذا الأسبوع ستُركّز على الحفاظ على «التفوّق العسكري النوعي لإسرائيل» في الشرق الأوسط، وعلى «سُبل تحقيق أهدافنا المشتركة: الانتصار على حماس وإعادة الرهائن إلى ديارهم»، وفق مكتبه.

أمّا على الصعيد الداخلي الإسرائيلي، فقد كان لافتاً بالأمس تهديد عضو «حكومة الحرب» بيني غانتس بالإستقالة وانسحاب حزبه من الحكومة إذا أُقرّ قانون في الكنيست باستمرار إعفاء «الحريديم» (اليهود المتشدّدين) من التجنيد، محذّراً من أن مثل هذا التشريع يُشكّل «فشلاً خطراً» ومن شأنه أن يخلق «انقسامات اجتماعية كبيرة في زمن الحرب».

وفي غزة، شارك مؤمنون بوجوه شاحبة وحزينة في قدّاس أحد الشعانين في كنيسة العائلة المقدّسة للّاتين، الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، حيث صلّوا «من أجل السلام». وتجمّع عشرات الأشخاص من أطفال وبالغين وراهبات في أحد الشعانين الذي ينطلق معه أسبوع الآلام، تحت أشعة شمس ربيعية.

وفي باحة الكنيسة التي ازدانت بسعف النخيل، شارك المصلّون في الطواف التقليدي حول الكنيسة في حي الزيتون ورنّموا حاملين أغصان الزيتون وقرعوا الأجراس. وفي القدس أيضاً، أحيا المقدسيون أحد الشعانين، من دون أن يتمكّن أبناء بقية مناطق الضفة الغربية من المجيء للمشاركة في الطواف التقليدي الذي انطلق من جبل الزيتون، بسبب عدم منحهم تصاريح إسرائيلية.

في الأثناء، أفادت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني أن القوات الإسرائيلية تُحاصر كلّاً من مستشفى الأمل ومستشفى ناصر وسط قصف عنيف جدّاً وإطلاق نار كثيف. والمستشفيان يقعان في خان يونس جنوباً. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه بدأ عملية في حي الأمل «من أجل مواصلة تفكيك البنية التحتية الإرهابية والقضاء على العناصر الإرهابية في المنطقة».

إنسانيّاً، حضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال مؤتمر صحافي في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، إسرائيل، على «إزالة ما يتبقّى من عقبات» أمام دخول المساعدات إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيراً إلى ضرورة زيادة المعابر لهذا الغرض. ولفت إلى أن الوضع الحالي في غزة أشبه «بفرسان نهاية العالم الأربعة، الحرب والمجاعة والغزو والموت»، مستشهداً بسفر رؤية يوحنا في الكتاب المقدّس.

MISS 3