"لبنان يعيش الجلجلة".. جعجع: دولتنا مخطوفة وفريقٌ واحدٌ يجرّنا إلى أخطر حرب

20 : 20

نظّم حزب "القوات اللبنانية"، بدعوة من رئيس الحزب سمير جعجع وعقيلته النائبة ستريدا جعجع، "ريسيتال الآلام" في معراب، بعنوان "على طريق القيامة"، أحيته فرقة "فيلوكاليا" بقيادة الأخت مارانا سعد، وحضره أعضاء تكتل "الجمهورية القوية"، الأمين العام والأمناء المساعدون وأعضاء المجلس المركزي والهيئة العامة وفاعليات سياسية ودينية واجتماعية وإعلامية.


وتخللت الريسيتال قراءات تلاها منسق منطقة كسروان في "القوات" نهرا بعيني وفانيسا سعيد.


وفي المناسبة، ألقى جعجع كلمة استهلها بالقول: "نلتقي هذا العام كما كل عام لإحياء ذكرى درب الجلجة والآلام، ولكن هذه السنة لم نلتقِ من أجل ذلك فحسب، بل لأننا نعيش "بلحمنا ودمّنا" درب الجلجلة والآلام".


تابع: "نحن نعيش مع غزّة في طريق جلجلة وآلام وعذابات لا تنتهي، حيث الأولاد والنساء يموتون يوميا بطرق مختلفة، ان قتلاً ام جوعاً ام مرضاً ام تشريداً، ام تيهاً في أرض غزة ضيقة المساحة والواسعة كثيراً لجهة استيعابها آلام وعذابات وجلجلة أكثر من مليوني إنسان يعيشون فيها. كما أننا نعيش الجلجلة والآلام مع شعب السودان الذي يُعاني أكثر ممّا نشهده مع شعب غزة، مع مفارقة أن السودان قضية منسيّة تقريباً، ولا أدري ان كانت موضع اهتمام اي دولة في العالم، باستثناء بعض التصريحات والمواقف التي لا تخفف ألماً ولا تقصّر طريق جلجلة. أيضاً وأيضاً، نعيش الجلجلة والآلام مع شعب أوكرانيا الذي يرزح منذ اكثر من سنتين تحت النار، في حرب لم تعد تنتهي، وبأفق تقريباً مسدود".


وشدد على ان "مسيرة الجلجلة والآلام في لبنان تبقى الأكبر، إذ دفع أجدادنا وأباؤنا الغالي من دم وعرق وسهر وجد وكدّ بهدف توريثنا دولة، ولكننا نجد أنفسنا بشكل متواصل في صراع مع مجموعة لا تهمها الدولة وتسعى يومياً إلى هدم مداميكها".


وأسف لأننا "بتنا نعيش في أرض من دون نظام، دولتنا مخطوفة، قرارنا بيد غيرنا، ومع فريق يسمح لنفسه بزجنا في أخطر حرب غصباً عن إرادة شعب بأكمله، فهو قادر على ايقاف العدالة حين يشاء، كما حصل في قضيّة المرفأ، وتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية في حال لم نتجاوب مع مطالبه، وهو ايضا قادر على التحالف مع الفساد، شمالا ويمينا، لتغطية مشروعه غير اللبناني وللسيطرة على الدولة".


واذ رأى أنّ "الشعب اللبناني الذي يُحيي هذا العام ذكرى الآلام، يعيشها أيضاً، ويسير درب الجلجلة والعذابات والصلب"، قال: "كما أوصلتنا درب جلجلة معلّمنا الأول، يسوع المسيح، الى القيامة ستنتهي بنا درب جلجلتنا الحالية الى الخلاص والقيامة، وبالتالي يجب ان تحمل هذه السنة عنوان "الإيمان والرجاء والصمود"، بدلاً من أن تكون مناسبة للحزن".


أضاف: "نحن شعب مؤمن، مليء بالرجاء، والا فكيف استطعنا على مدى 1500 سنة الحفاظ على وجودنا وإيماننا وحريّتنا، وطريقة عيشنا؟ نحن شعب صلب، لم يلن في تاريخه أمام أعتى وأكبر الإمبراطوريات. نحن شعب نشيط، ناجح، حوّل الجبال القاسية المنحدرة الى أراضٍ خصبة، ولمع حتى في أكثر البلدان المتقدمة والمتطوّرة. شعب (هالقد عندو تاريخ) ويتمتع بالصلابة والإيمان والتصميم، لذا من غير الممكن أن تقف في وجهه أي صعوبة مهما كانت كبيرة. الصعب لغيرنا، هيّن علينا. نحن شعب لا يموت، كما رأينا بالأمس في رميش وعين إبل وغيرهما من بلدات الجنوب".


وبعدما قدم جعجع باسم زوجته وباسمه المعايدة لجميع اللبنانيين، ختم: "سنبقى نعيّد معاً رغم كلّ شيء، الى حين التوصل للقول: لبنان قام، حقاً قام".

MISS 3