لم تمضِ سوى 30 دقيقة فقط على انطلاق السفينة «دالي» في رحلة كان يفترض أن تستغرق 27 يوماً، حتى اصطدمت بجسر «فرانسيس سكوت كي» الذي يبلغ طوله 2.57 كيلومتر في مدينة بالتيمور في ولاية ماريلاند الأميركية أمس، ما أدّى إلى انهيار أجزاء كبيرة منه في نهر باتابسكو، بينما تبحث طواقم الإسعاف عن 6 أشخاص على الأقلّ في المياه في موقع الحادث، مستعينةً بمسيّرات ومروحيات وغوّاصين.
وأعلن حاكم ماريلاند ويس مور «حال الطوارئ»، في حين كشف البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن عقد اجتماعاً مع كبار مستشاريه في شأن انهيار الجسر وأمر بتوفير كلّ الموارد الفدرالية للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ. وتطرّق رئيس بلدية بالتيمور براندون سكوت إلى «مأساة لا يُمكن تصوّرها».
من جهته، أكد رئيس شرطة بالتيمور ريتشارد وورلي أنه «ما من دليل بتاتاً على أنه عمل إرهابي أو عمل ارتُكب بقصد محدّد»، فيما عُلّقت الملاحة البحرية في مرفأ بالتيمور الذي يعدّ من أكثر المرافئ حركة في الولايات المتحدة «حتّى إشعار آخر»، بحسب السلطات.
وكان طاقم السفينة قد أبلغ السلطات قبيل الحادث بمشكلة تقنية أفقدت السفينة طاقتها وجعلتها خارجة عن السيطرة، بحسب مور، ما سمح بوقف جزء من الحركة المرورية على الجسر وإنقاذ الأرواح.
وأظهرت بيانات تتبّع السفن من مجموعة بورصات لندن أن السفينة المُشار إليها هي سفينة حاويات تحمل اسم «دالي» وترفع علم سنغافورة وهي مملوكة لشركة «غريس أوشن ليمتد» وتشغّلها «سينرجي مارين غروب»، بحسب وكالة «رويترز». وكانت «دالي» قد تعرّضت في 2016 لحادث بسيط عندما اصطدمت بجدار حجري في ميناء أنتويرب في بلجيكا، ما أدّى إلى وقوع أضرار بها لكن لم يُصب حينها أحد بأذى.
وأعلنت مجموعة «ميرسك» الدنماركية الكبيرة للنقل البحري أنها استأجرت السفينة، مشيرةً إلى أنه «فُجعنا بما حدث في بالتيمور وأفكارنا مع الأشخاص المتضرّرين»، فيما لفت مشغّل السفينة إلى أنه ما من مصابين في أوساط طاقم الناقلة الـ22.
ومن شأن التحقيق أن يُحدّد كيف أمكن لصدمة ارتطام أن تتسبّب بانهيار عدّة أقواس من الجسر المعدني الذي بدأ تشييده في العام 1972 ودُشّن في 1977، إذ حتّى لو كانت ناقلة الحاويات الممتدّة على 300 متر طولاً تتمتّع بقوّة قصورية كبيرة، لا سيّما مع حمولتها، إلّا أن «هول الأضرار التي ألحقت بالهيكل الضخم للجسر يبدو غير متكافئ مع السبب»، بحسب الخبير في المنشآت الكبيرة في جامعة «ووريك» البريطانية توبي موترام.
