برأي البشر: حياة إنسان واحد أهم من إنقاذ فصيلة كاملة

توشك أستراليا على مواجهة أزمة انقراض متفاقمة. منذ حقبة الاستعمار، أصبح مئة نوع من النباتات الأصلية والأجناس الحيوانية وارداً على قائمة الأصناف المنقرضة بسبب النشاطات البشرية. لكنّ الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير. تكشف الاستطلاعات أن الأستراليين يريدون منع هذا النوع من حالات الانقراض بغض النظر عن الكلفة المالية المتوقعة. لكن إلى أي حد يهتم الناس بهذه العملية؟

في الحالات الطارئة، تسود فكرة قديمة مفادها أن عمال الاستجابة الرسميين، مثل رجال الإطفاء، يحاولون أولاً إنقاذ البشر، ثم الأملاك والبنى التحتية، وأخيراً عناصر الطبيعة.

يكشف استطلاع جديد الآن أن الناس يهتمون بحياة البشر أكثر من انقراض جنس غير بشري كامل. إنها نتيجة مبهرة ومثيرة للقلق في آن.

أعطى المشاركون في الاستطلاع الأولوية لإنقاذ حياة البشر، حتى لو تلقى الفرد تحذيراً متكرراً بضرورة إخلاء المكان، وحتى لو أصبحت أنواع من الحلزون أو الشجيرات معرّضة للانقراض.

فضّل الناس إنقاذ حيوانات الكوالا على الكنغر، وتراجع اهتمامهم بالحلزون والشجيرات. كذلك، احتلّت الأغراض التي تحمل أهمية ثقافية كبرى وتعود إلى السكان المحليين مرتبة أدنى بكثير، وانخفضت أهمية إنقاذ المنازل أيضاً.

من الواضح أن المجتمع يهتمّ بحياة البشر أكثر من عملية التطور القائمة منذ ملايين السنين، علماً أن هذه العملية قد تتلاشى في أسرع وقت إذا انقرضت أجناس أخرى.

كذلك، لا يحمل الناس اهتماماً متساوياً بمختلف عناصر الطبيعة. في هذه الحالة، فضّل البشر إنقاذ حيوانات الكوالا، ما يثبت أنهم يهتمون بحياة الثدييات اللطيفة والمعروفة أكثر من الأجناس الأخرى.

أخيراً، تُعتبر هذه النتائج مثيرة للقلق على مستوى حماية الأجناس غير المعروفة على نطاق واسع، وقد بدأت مظاهر انقراضها تتوسّع في أنحاء العالم. يتجاهل المجتمع هذا النوع من الخسائر بشكل عام. تعني هذه الاستنتاجات كلها أن جهود إنقاذ تلك الأجناس تحتاج إلى التطوير. تُعتبر الحيوانات اللافقارية في أستراليا مميزة جداً، وهي كائنات مبهرة وأساسية للحفاظ على سلامة أنظمتنا البيئية. لتجنب أسوأ الخسائر في معظم أجناس اللافقاريات، يجب أن تتحرك الجهات المعنية في أسرع وقت.