حمض بيتهوفن النووي يكشف عبقريّةً موسيقيةً في كلّ منّا

02 : 00

إلى أي حد ترسم العوامل الوراثية خصائص البشر؟ إنه واحد من أبرز الأسئلة العلمية العالقة. يكشف تحليل جديد للحمض النووي الخاص بالملحن الألماني الشهير لودفيج فان بيتهوفن تراجع قابليته الوراثية لمواكبة الإيقاعات المتزامنة، ما يعني أن البشر قد يتطورون بمستوى يفوق ما توحي به جيناتهم. بعبارة أخرى، تجاوزت موهبة بيتهوفن المستويات التي يمكن توقعها استناداً إلى عوامله الوراثية.

يحمل هذا الاستنتاج دلالات كبرى، أبرزها تراجع المعلومات التي يمكن اكتشافها عبر العوامل الوراثية، وطريقة تأثير الجينات على حياة البشر، ومدى تعقيد الموسيقى وحس الإبداع.

أخذ الباحثون مواد وراثية من خُصَل شعر بيتهوفن، ونُسِبت علامة متعددة الجينات إلى رمز الحمض النووي المشتق من هذه العملية: إنها تقديرات مختصرة لطريقة ظهور المتغيرات الجينية في خصائص الشخصية أو السلوكيات.

تُعتبر القدرة على مواكبة الإيقاعات المتزامنة جزءاً من تلك الخصائص، وسبق وربطتها الأبحاث بالقدرات الموسيقية عموماً. لكن لم تكن علامة بيتهوفن في هذا المجال استثنائية.

لا يعتبر الباحثون هذه النتائج مفاجئة جداً، فهي تسلّط الضوء على حدود المقاييس متعددة الجينات وطبيعة استعمالاتها، لا سيما عند تحليل شخص استثنائي من هذا النوع.

من الطبيعي أن نشكك مثلاً بمن يدعو إلى استعمال الاختبارات الجينية للتأكد من موهبة الطفل في عالم الموسيقى أو مجالات سلوكية أخرى.

قد يسمح هذا النوع من التحليلات الجينية بدراسة نزعات سلوكية على صلة بزمان ومكان محددَين وسط عامة الناس. لكن عند حصر البحث بفرد واحد، لا مفر من أن تؤثر عوامل كثيرة أخرى، مثل البيئة المتبدلة، على الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها.

مع ذلك، قد تصبح التحليلات الجينية مفيدة على المستوى الفردي بطرق أخرى: رصدت دراسة سابقة لحمض بيتهوفن النووي مثلاً قابليته الوراثية للإصابة بأمراض الكبد، ما قد يؤثر على صحته أكثر من الخيارات المرتبطة بأسلوب حياته.

كذلك، ذكرت دراسات سابقة أننا قد نَرِث حوالى 42% من الموهبة الموسيقية عبر الجينات التي نتلقاها من الأبوَين. لا تزال النقاشات حول تأثير الطبيعة والتربية مستمرة حتى الآن. في غضون ذلك، لا ضير من متابعة دروس البيانو لتطوير مواهب الناس.

MISS 3