ريتا ابراهيم فريد

بعد مشاركتها في مسلسل 2024

ناتاشا بيضون: أستمتع بتجسيد شخصيات لا تشبهني

8 نيسان 2024

02 : 01

مشهد من مسلسل 2024

جسّدت دورها بحرفية ولفتت الأنظار بحضورها. بعدما أطلّت سابقاً في عدد من الأعمال من بينها «الهيبة» و»النار بالنار»، تطلّ الممثلة الشابة ناتاشا بيضون اليوم في دور «غادة» في مسلسل 2024 الذي يُعرض خلال شهر رمضان المبارك، وهو دور صعب يحتاج إلى دقّة في تجسيد المشاعر من خلال النظرات أو حركات الجسد، لكنّها أتقنت ذلك. «نداء الوطن» تواصلت مع ناتاشا بيضون التي تحدّثت عن تحدّيات دورها في 2024، وشدّدت على أهمية أن يجسّد الممثّل شخصيات جديدة وبعيدة عن شخصيته الحقيقية.




دخلتِ مجال التمثيل آتية من مكانٍ بعيدٍ عن الفنّ. فتركتِ «الماركتينغ» واتّجهتِ صوب ما كنتِ تحلمين به منذ الطفولة. ما أهمية أن يقوم الإنسان بعملٍ يحبّه حتى لو تخلّى عن أمورٍ أخرى؟

هو أمر مهمّ جداً من دون أدنى شكّ، لكنه في المقابل يعود الى ظروف كلّ إنسان. وقد يختلف الأمر حين تكون هناك مسؤوليات ملقاة على عاتقه. فليس سهلاً على أيّ كان أن يترك كلّ شيء ويبدأ من نقطة الصفر. شخصياً ساعدتني الظروف، لأنني لستُ متزوّجة وليس لديّ مسؤوليات كبيرة، لذلك كنتُ قادرة على ترك مجال عملي السابق والانطلاق من جديد في مسيرة مهنية مختلفة كلياً.

لا شكّ إذاً في أنّك خضتِ تحدّياً كبيراً. هل ندمتِ في مكانٍ ما؟

أبداً. لم أندم لحظة واحدة. أكرّر أنّ الإنطلاق في بداية جديدة يختلف بحسب ظروف كلّ إنسان. لكن حين نشعر بأنّنا نحتاج الى القيام بما نحبّ كي نشعر بالسعادة، أنصح الفرد هُنا بالتحلّي بالجرأة وبأن «يقوّي قلبه» ويلاحق حلمه. علينا أن نحدّد نحن ماذا نريد.

تطلّين في مسلسل 2024 بدور غادة، إبنة زعيم عصابة وتاجر مخدرات. هل شعرتِ بالقلق أو الخوف حين عُرض عليكِ هذا الدور؟

لماذا أخاف؟ (تضحك) لم أشعر بالقلق لأنّني أستمتع بتأدية أدوار جديدة أبتعد من خلالها عن شخصيتي الحقيقية. أحبّ أن أجسّد أحاسيس مختلفة وأدخل في شخصيات أخرى، فهذا يتيح لي أن أخرج من منطقة الأمان comfort zone التي أعيش فيها. لذلك على العكس، شعرتُ بسعادة كبيرة حين عُرض عليّ الدور.

في مسألة اختيار الممثّل أدواراً بعيدة عن شخصيته الحقيقية، ماذا يضيف ذلك إلى مسيرته المهنية؟

حين ينجح الممثّل في تجسيد شخصيات لا تشبهه، ويقدّم من خلالها أحاسيس مختلفة عن أحاسيسه، يترك تأثيراً أكبر على المشاهدين، وسيتعاطفون أكثر مع الدور الذي يؤدّيه. وهُنا تنطبع صورة الممثّل في ذاكرتهم. وهي صفة أساسية للفنان الحقيقيّ القادر على تجسيد مختلف الأدوار. علماً أنني ما زلتُ في البدايات، وشيئاً فشيئاً أتعلّم أموراً جديدة.

بعض الممثّلين يندمجون الى حدّ كبير في الشخصية التي يؤدّونها. هل وجدتِ صعوبة في الخروج من شخصية «غادة»؟

البعض يتمسّك بالشخصية ويجد صعوبة في الخروج منها، وذلك يعود الى طبيعة كل إنسان. أنا بطبيعتي شخص عمليّ، أتقن الفصل بين مشاعري في أموري الحياتية. وحاولتُ توظيف ذلك في التمثيل. لذلك استطعتُ بسرعة أن أعود الى شخصية ناتاشا.





وقفتِ في أدوارك أمام نجوم وممثلين كبار مثل تيم حسن، عابد فهد، كاريس بشار، واليوم أمام رفيق علي أحمد، نادين نسيب نجيم ومحمد الأحمد. كيف أعطاكِ ذلك دفعاً لتقديم أفضل ما لديك؟

لا أخفي عليكِ أنني شعرتُ بتوتّر كبير في البداية. لكنّهم ساعدوني كثيراً، وتشجيعهم لي منحني ثقة كبيرة. كما أنني تعلّمتُ منهم الكثير. فكنتُ أراقبهم في كل التفاصيل أثناء التمثيل، وكيف يتحضّرون قبل الدخول الى أيّ مشهد، وكيف يندمجون في الدور. هم أيضاً يتوتّرون أحياناً. وهذا طبيعي ويدلّ على حسّ المسؤولية لتقديم الأفضل.

لاحقتِ حلمك في التمثيل كما سبق وذكرتِ. من خلال هذه التجربة، ماذا تقولين للشباب اللبناني الذي يشعر اليوم بأنّ أحلامه تضيع نتيجة هذه الظروف؟

أقول لهم: لا شكّ في أنّكم ستمرّون في أوقات صعبة جداً. قد تشعرون بالإنكسار وقد تظنّون بأنّكم لن تنجحوا. لكن عليكم أن تضعوا أمامكم خطة واضحة وأن تتشجّعوا. والأهمّ أن تكونوا على ثقة بقدراتكم، وبأنكم سوف تحققون النجاح، وحينها سوف تصلون الى هدفكم. أنا مررتُ بهذه المرحلة وكنتُ أظنّ بأنني فشلت، لكني لم أستسلم وتخلّيتُ عن كل شيء بحثاً عن حلمي وهدفي وشغفي في التمثيل.






MISS 3