تركيا تفرض قيوداً تجارية على إسرائيل

واشنطن تُشكّك في شنّ "هجوم رفح" قبل محادثات معها

02 : 00

فلسطينيون يبيعون الحلويات في آخر يوم من رمضان في دير البلح أمس (أ ف ب)

مع تأكيد مسؤولين إسرائيليين على المضيّ في هجوم برّي على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، وإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحديد موعد للهجوم، شكّك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس في إمكان شنّ إسرائيل هجوماً على رفح قبل إجراء محادثات مقرّرة الأسبوع المقبل مع واشنطن. وأوضح بلينكن خلال مؤتمر صحافي في واشنطن إلى جانب نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، أن إسرائيل لم تُبلغ الولايات المتحدة بموعد عملية رفح، مشيراً إلى أن وفداً إسرائيليّاً سيزور واشنطن الأسبوع المقبل للاستماع إلى هواجس لدى الولايات المتحدة.

واستبعد «أيّ تحرّك قبل تلك المحادثات... لا أرى شيئاً وشيكاً»، مؤكداً أن بلاده ستُشدّد مجدّداً على أن أي عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح ستكون «في غاية الخطورة على المدنيين».

كما دعا بلينكن «حماس» إلى قبول المقترحات «الجدّية للغاية» التي قُدّمت لها للتوصّل إلى وقف النار في غزة، وإعادة الرهائن إلى ديارهم، معتبراً أن الأزمة ستنتهي إذا ألقت الحركة سلاحها وأوقفت الاختباء خلف المدنيين واستسلمت.

في المقابل، ذكرت «حماس» في بيان أنّها «إذ تُقدر الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء، ومع حرص الحركة على التوصّل إلى اتفاق يضع حدّاً للعدوان على شعبنا، إلّا أن الموقف (الإسرائيلي) ما زال متعنّتاً ولم يستجب لأيّ من مطالب شعبنا ومقاومتنا. ورغم ذلك، فإنّ قيادة الحركة تدرس المقترح المقدّم بكلّ مسؤولية وطنية، وستُبلغ الوسطاء بردّها حال الانتهاء من ذلك».

في السياق، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان: «لقد رأينا البيانات العلنية الصادرة من «حماس»، ويُمكن القول إنّها أقلّ من مشجّعة». غير أنّه كشف أنه أجرى صباح أمس محادثات مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي أشار إلى أنه «لم يتلقَ ردّاً» بعد من «حماس»، فيما لفت المتحدّث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري لشبكة «بي بي سي» إلى أنه أكثر «تفاؤلاً» مِمَّا كان عليه قبل أيام قليلة، لكن المفاوضات ما زالت بعيدة من الوصول إلى خط النهاية.

إسرائيليّاً، شدّد نتنياهو على أنّه «لا توجد قوّة في العالم ستوقفنا»، مؤكداً أن «أهدافنا تتمثّل في عودة الرهائن وهزيمة «حماس» وضمان ألّا تُشكّل غزة تهديداً لنا». واعتبر أن «هزيمة «حماس» هزيمة لمحور الشرّ الإيراني بأكمله».

ميدانيّاً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قضى على رئيس لجنة الطوارئ الحكومية التابعة لـ»حماس» في مخيّمات الوسطى حاتم الغمري في ضربة جوّية. وتحدّث عن أنّه قضى في غزة على 19 كتيبة تابعة لـ»حماس» وقتل 13 ألف مقاتل، وأوقع عدداً مماثلاً من الجرحى الذين ما عادوا قادرين على القتال، وقبض على أكثر من 26 ألف مقاتل.

لكنّه أوضح أن «الكتائب الأربع الأخيرة» ما زالت في رفح، في حين أفاد مصدر حكومي إسرائيلي وكالة «فرانس برس» أن الدولة العبرية ستشتري عشرات آلاف الخيام لإيواء نحو نصف مليون فلسطيني قبل أن تشنّ هجوماً برّياً على رفح.

في الموازاة، اعتبرت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد أن الإنسانية والمجتمع الدولي فقدا «بوصلتهما الأخلاقية» في غزة، فيما أكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل تُعطّل توزيع المواد الغذائية داخل القطاع حيث تلوح المجاعة في الأفق، أكثر من المساعدات الإنسانية الأخرى.

وبعد نصف سنة من اندلاع الحرب، فرضت تركيا قيوداً تجارية على إسرائيل تشمل مجموعة من المنتجات، بينها الإسمنت والصلب ومواد البناء المصنوعة من الحديد، بينما تعهّدت الدولة العبرية بالردّ عبر اتخاذ تدابير ضدّ أنقرة، متّهمةً إيّاها بانتهاك الاتفاقات التجارية بين البلدَين.

وأكدت وزارة التجارة التركية أن العمل بهذا القرار «سيبقى سارياً حتّى تُعلن إسرائيل وقفاً فوريّاً لإطلاق النار وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل مناسب ومتواصل». وأرفقت لائحة تتضمّن 54 منتجاً خاضعاً لقيود التصدير. وتأتي الإجراءات الجديدة بعدما أفادت تركيا أن إسرائيل عرقلت مسعاها لإنزال المساعدات جوّاً في غزة.

قضائيّاً، أعلنت ألمانيا أمام محكمة العدل الدولية أن أمن إسرائيل هو «في صميم» سياستها الخارجية، رافضةً في شكل حازم اتهامات نيكاراغوا بأنّ برلين تُسهّل «إبادة» في غزة.

من جهة أخرى، نشرت إسرائيل للمرّة الأولى منظومتها الدفاعية الصاروخية الجديدة المحمولة على متن سفينة حربية والمسمّاة «سي دوم» (القبة سي)، وذلك بهدف التصدّي لهدف «مشبوه» اخترق المجال الجوي للبلاد قرب مدينة إيلات في أقصى الجنوب، وفق الجيش الإسرائيلي الذي تحدّث أيضاً عن أن طائراته الحربية قصفت موقعاً عسكريّاً سوريّاً في بلدة محجة ليل الإثنين - الثلثاء ردّاً على إطلاق صواريخ على هضبة الجولان.

إيرانيّاً، حذّر قائد بحرية «الحرس الثوري» الإيراني رضا تنكسيري من أن الوجود الإسرائيلي في دولة الإمارات يُمثل تهديداً لطهران، متوعّداً بأنّ بلاده قد تُغلق مضيق هرمز في حال الضرورة. ورأى أن «السبيل الوحيد لمحاربة الصهاينة هو إنشاء تحالف من الجيوش الإسلامية»، مؤكداً: «نحن حتماً سنردّ على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق».

MISS 3