الأرض الفائقة... كوكب دائري غريب

02 : 00

تأكد العلماء أخيراً من انغماس أحد طرفَي عالم فضائي مجاور في ظلمة دائمة، فيما يتعرّض الطرف الآخر للشمس طوال الوقت. إنه أول دليل مقنع على إمكانية أن تصبح الكواكب خارج النظام الشمسي «منغلقة مدارياً» في النجوم المضيفة خلال دورة مدارية تشبه فترة دورانها. نتيجةً لذلك، يقع أحد جانبَي الكوكب الخارجي قبالة النجم دوماً ولا يتخلص من الحرارة الحارقة في أي لحظة، بينما يمرّ الجانب الآخر بليلٍ متواصل.

يحمل ذلك العالم اسم LHS 3844b أو «كواكوا»، وهو قريب من النجم المضيف «باتسو»، ما يجعله غير صالح للحياة بالشكل الذي نعرفه. لكن يؤكد هذا الاستنتاج معلومة يشتبه بها علماء الفلك منذ فترة طويلة: الانغلاق المداري في الكواكب الخارجية ممكن، حتى أنه قد يكون شائعاً في مجرة درب التبانة.

الانغلاق المداري ظاهرة يمكن رؤيتها في النظام الشمسي، لكنه لا يظهر في أي كوكب حول الشمس. يحصل هذا الانغلاق حين يؤدي التفاعل بين جسمَين، تحت تأثير الجاذبية، إلى جعل دورانهما متناسقاً مع مدارهما بوتيرة تدريجية.

طوّر باحثون من جامعة بكين الصينية نموذجاً حرارياً عالمياً لكوكب خارجي يخلو من أي غلاف جوي، وقارنوه مع ملاحظات جُمِعت عن النظام عبر استعمال تلسكوب «سبيتزر» العامل بالأشعة تحت الحمراء.

كان العلماء يبحثون عن أدلة مرتبطة بالتدفئة الداخلية التي ينتجها الخلل المتبدّل خلال الدوران غير المتزامن. حين لا يكون الكوكب الخارجي منغلقاً مدارياً، بدا وكأن الضغط الداخلي الذي ينجم عن جاذبية النجم ويحاول أن يغيّر شكله طوال الوقت يقوم بتسخين كوكب «كواكوا» من الداخل، ويمكن رصد هذه العملية عبر الأشعة تحت الحمراء.

لكن اكتشف العلماء أن الكوكب الخارجي كان أبرد من أن يشمل ظاهرة مختلفة عن الانغلاق المداري. قد يحمل ذلك العالم غلافاً جوياً رقيقاً، وإلا قد يقتصر على صخرة قاحلة ومنغلقة مدارياً، بما يشبه القمر لكن بحجم أكبر.

تبرز الحاجة إلى جمع ملاحظات إضافية عن هذا الموضوع عبر استعمال أدوات أكثر فعالية للتأكد من هذه الفرضيات. لكن تبقى النتائج الجديدة أفضل أدلة حتى الآن على احتمال أن تصبح بعض العوالم ملتصقة بنجومها.

MISS 3