الأرض ليست مسطّحة... لكن ربما كان كوكب المشتري مسطحاً في الماضي!

02 : 00

تكشف تجارب محاكاة جديدة أن الكواكب الكبيرة التي تتشكل على مسافة بعيدة من نجومها المضيفة لا تبدأ حياتها على شكل دائرة مثالية، بل تكون أشبه بقرص مسطّح. تجذب هذه الكواكب الأولية المواد أثناء دورانها تدريجاً، وتتخذ في النهاية شكل المشتري الدائري المألوف.

رغم وفرة الكواكب في درب التبانة، لم تتضح بعد طريقة تشكيلها. حين يولد أي نجم، هو ينبثق من كتلة موجودة في سحابة ضخمة وكثيفة من الغاز والغبار في الفضاء. تنهار تلك الكتلة تحت تأثير الجاذبية وتبدأ بالدوران. ثم تشكّل المادة في محيطها قرصاً يتجه نحو النجم الناشئ ويعزز نموه.



كيف تتجمّع المادة داخل القرص؟ في ما يخص الكواكب الأرضية الأصغر حجماً مثل الأرض، والزهرة، والمريخ، وعطارد، يظن العلماء أنها تشتق تدريجاً من تراكم كتل صخرية تلتصق ببعضها وتتراكم إلى أن يتشكل الكوكب.

لكن قد تنشأ ظاهرة عدم استقرار القرص في عمالقة الغاز الأكبر حجماً، ما يعني أن يتفتّت قرص التبريد حول النجم إلى أجزاء تعود وتتجمع تحت تأثير الجاذبية وتُشكّل الكواكب.

أراد الباحثون أن يفهموا خصائص عدم استقرار القرص عند تشكيل الكوكب، فصمموا تجارب محاكاة معقدة ونفذوها عبر تعديل جوانب مختلفة من العملية، منها كثافة الغاز، ودرجة الحرارة، وسرعة القرص. تكشف النتائج أن الكواكب الأولية الغازية العملاقة تكتسب في البداية شكلاً مسطحاً أثناء دورانها، وهو افتراض منطقي نظراً إلى تأثير قوة الطرد المركزي واحتواء الكوكب الأولي على مجموعة فضفاضة نسبياً من المواد في تلك المرحلة. وحتى الكواكب المتقنة والمتراصة في النظام الشمسي تحمل انتفاخات في محيط خط الاستواء.

تكشف تجربة المحاكاة أيضاً أن المادة تتراكم في الكوكب الأولي، على مستوى الأقطاب بشكلٍ أساسي، لا في محيط خط الاستواء.

لم يتّضح معنى هذا الاكتشاف بعد بالنسبة إلى نموذج التراكم الأساسي، لكن يفترض البحث أن خصائص الكوكب الأولي في القرص النجمي قد تتغير بحسب زاوية الرؤية.

بدأت قدرة العلماء على رصد تلك الكواكب الناشئة تتحسن، ومن الضروري برأيهم أن يحددوا طريقة تفسير الأجسام التي ينظرون إليها.

MISS 3