ترقص ولو في الـ97

آنا بايلي... نضال ضدّ العنصريّة

02 : 00

بكامل أناقتها في الـ 97

آنا بايلي هي أول امرأة سوداء تنضمّ إلى فرقة «أليانتي» الراقصة في لاس فيغاس، لتشكّل معها جزءاً أساسيّاً من الافتتاح التاريخي لملهى «مولان روج». ومن خلال شغفها بالرقص، شاركت في إلغاء التمييز العنصري في القطاع عندما اختيرت لأداء الرقص، جنباً إلى جنب مع راقصين بيض في فندق وكازينو «فلامنغو».

في الواقع، كانت حياتها الطويلة والحافلة بالقصص بمثابة عدسة، نستطيع من خلالها مشاهدة النضال من أجل الحقوق المدنية منذ خمسينات القرن الماضي، عندما تم التوقيع على المرسوم الذي منح ذوي البشرة السوداء وظائف في لاس فيغاس.

بعد ظهر أحد أيام الأحد في شمال لاس فيغاس، كانت آنا بايلي في الجزء الخلفي من مسرح فندق «أليانتي» وهي تتدرّب على الكوريغرافيا. بايلي، وهي راقصة رائدة في مجالها، عادت من التقاعد لتشارك في إعادة إحياء عرض Follies، على الرغم من أنّها في الـ97 من عمرها وأنّها لم تقدم أي عروض منذ السبعينات.

كانت بايلي واحدة من فتيات الاستعراض الأصليات في «مولان روج»، الذي كان، عند افتتاحه عام 1955، أول فندق وكازينو راقصات يضمّ جنسيّات مختلفة، ليس فقط في لاس فيغاس، ولكن أيضاً في الولايات المتّحدة. وكانت بايلي أول امرأة سوداء تؤدّي عروضها في جوقة مؤلّفة بالكامل من نساء ذوات بشرة بيضاء. حينها، كانت مثل أي راقصة أخرى في «أليانتي»، تحدّد خطواتها، وتبهر الجمهور بليونتها.

لكن اليوم، إلى جانب 11 راقصة سابقة في فيغاس، ستؤدي بايلي دور «فتاة الاستعراض الأسطورية» ضمن Follies، المسرحية الموسيقية المحبوبة لستيفن سونديم.

وتمّ عرض هذه المسرحيّة للمرّة الأولى في برودواي في نيسان 1971، وهي ميلودراما عن فتيات الاستعراض المسنّات اللواتي يجتمعن في مسرح «وايزمان» (مسرح زيغفيلد الخيالي)، عشية هدمه.

وتردّدت بايلي قبل خوض هذه المغامرة، لأنها تعاني من التهاب المفاصل في ركبتها اليمنى، كما أنّها واحدة من أكبر المشاركات في العرض. ورغم أنّها توقّفت عن القيادة العام الماضي عندما كانت في السادسة والتسعين من عمرها، لكن أولادها (جون ر. بيلي، وكيمبرلي بيلي تورود) أقنعوها بالقيام بهذه الخطوة.

وهي ليست الوحيدة، ففي هذا العرض، تتناسق على المسرح نساء في الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات من العمر.

وفيما تعتقد بايلي أن Follies قد تكون حفلتها الأخيرة، إلّا أنّها تؤكّد: «أنتظر ما يحمله المستقبل».




رقصتها

بعد انتهائها من التدريبات لـFollies، تعود بايلي إلى منزلها الهادئ على الواجهة البحرية في لاس فيغاس، مستذكرة أيامها الأولى كراقصة.

ولدت في سافانا بولاية جورجيا عام 1926، ونشأت في حي بيدفورد-ستايفسانت في بروكلين. وفي مراهقتها، التحقت بمدرسة «ماري بروس للرقص» الشهيرة في هارلم.

بعدها، بدأت بالرقص أمام لاري ستيل، المدير الفني المعروف بعروضه المسرحية السوداء، وكلارنس روبنسون، مصمّم الرقصات المعروف بعمله في نادي «كوتون كلوب» الأسطوري في نيويورك وفي الفيلم الموسيقي Stormy Weather عام 1943. فقامت بجولة مع روبنسون إلى جانب زوجها، الذي كان مطرباً في أوركسترا «الكونت باسي».

وعندما طُلب من روبنسون إنشاء عرض جديد لـ»مولان روج»، قام بتعيين آنا كراقصة وزوجها بوب كمغنٍّ ورئيس التشريفات. فوصلت بايلي إلى لاس فيغاس في آذار 1955 متحمّسةً لحفلتها الجديدة. لكنّ المدينة لم تعجبها في بادئ الأمر إذ تشير إلى أنّ «نيويورك كانت أكثر ليبرالية وتنوّعاً. لذلك، كانت لاس فيغاس بمثابة صدمة ثقافية وتظهر أنّها متخلّفة عن الزمن».

فحينها، لم يُسمح للسود برعاية فنادق المدينة أو المطاعم أو المسارح أو متاجر الملابس. وتتذكّر بايلي أنها مُنعت من تناول الطعام في أمكنة معيّنة في شارع فريمونت: «كان بإمكاننا الذهاب إلى هناك وشراء الطعام، لكننا ممنوعون من الجلوس وتناوله». كما يعود إلى ذاكرة بايلي أنّ «حارس الأمن رفضها عندما حاولت هي وثلاث راقصات أخريات الدخول إلى الكازينو. لكن لحسن حظّهنّ، أنقذهنّ ليلتها سامي ديفيس جونيور وفرانك سيناترا، وأخذاهنّ إلى طاولتهما.



بايلي بزي الرقص في الـ 28 من عمرها


نــــظــــرتــــها

بقبعة بيسبول سوداء وسروال فضفاض، تعطي بايلي مظهر شخص أصغر منها بعقدين من الزمن. وعندما تُسأل عن سرّ أناقتها، تجيب: «لم أفعل شيئاً سوى العيش يوماً بعد يوم. لم أفرط بأي شيء خلال حياتي. لا أدخن. ونادراً ما أشرب».

كذلك، يعتبر المقرّبون منها أنّ أكثر صفات بايلي سحراً مدى تواضعها، بيد أنّها من أبرز شخصيّات لاس فيغاس، تماماً كما زوجها الراحل ويليام «بوب» بايلي. كان شخصية تلفزيونية محلية، وناشطاً بارزاً في مجال الحقوق المدنية. فشكّل الزوجان ثنائياً قوياً، حتى قبل أن يكون هذا المصطلح شائعاً. وتقول بايلي: «الطريقة الوحيدة التي اكتسبنا بها القوة، هي أن نكون معاً».

MISS 3