إسرائيل بين التشاؤم وخيبة الأمل... وجهود أميركية لإنجاح "الهدنة"

02 : 00

جنود إسرائيليون خلال العمليات العسكرية في رفح أمس (أ ف ب)

إستمرّت جهود الوساطة أمس لإنجاح اتفاق هدنة يجلب فترة من الهدوء لقطاع غزة المنكوب، ويؤدّي إلى تبادل الإفراج عن الأسرى والرهائن بين إسرائيل وحركة «حماس»، فيما سُجّلت اشتباكات ضارية على مشارف مدينة رفح أمس حيث قرّرت الدولة العبرية الانغماس أكثر في الحرب الميدانية جنوباً، على الرغم من الضغوط الإقليمية والدولية لوقف حملتها البرية ضدّ رفح.

ويبدو أن الدولة العبرية متشائمة في ما يتعلّق بمفاوضات الهدنة، إذ كشف مسؤول إسرائيلي لوكالات أنباء أن بلاده لا ترى أي علامة على تحقّق انفراجة في المحادثات التي تتوسّط فيها مصر في شأن هدنة مع «حماس» من شأنها إطلاق سراح بعض الرهائن في غزة، لكنّها تُبقي على وفد تفاوض متوسّط المستوى في القاهرة حاليّاً، موضحاً أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز اجتمع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبحث معه تعليقاً محتملاً للعملية الإسرائيلية في رفح مقابل إطلاق سراح رهائن.

وأفادت وسائل إعلام مصرية أن محادثات الهدنة التي استؤنفت في القاهرة أمس، شهدت «حضور كافة الأطراف»، فيما أوضح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال جلسة في مجلس الشيوخ أن قرار الرئيس جو بايدن تعليق شحنة ذخائر شديدة الإنفجار إلى إسرائيل اتُخذ في سياق خطط تل أبيب شنّ هجوم في رفح تُعارضه واشنطن من دون ضمانات جديدة متعلّقة بحماية المدنيين.

وأشار أوستن إلى أنّه «كنّا في غاية الوضوح منذ البداية أن إسرائيل يجب ألّا تشنّ هجوماً كبيراً في رفح من دون وضع المدنيين في محيط تلك المعركة وحمايتهم، بعين الاعتبار. ومن جديد، وبعد تقييمنا للوضع، علّقنا شحنة واحدة من الذخائر شديدة الانفجار»، لافتاً إلى أنّه «لم نتّخذ قراراً نهائيّاً في شأن كيفية المضي قدماً في ما يخصّ تلك الشحنة».

في المقابل، استبعد مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان خلال مقابلة مع «القناة 12» الإسرائيلية أن توقف الولايات المتحدة إمداد إسرائيل بالأسلحة، لكنّه وصف قرار واشنطن وقف بعض شحنات الأسلحة بأنه «مخيّب للآمال للغاية، بل ومحبط»، معتبراً أن بايدن «لا يُمكنه القول إنّه شريكنا في هدف تدمير حماس بينما يؤخّر من ناحية أخرى الوسائل المُراد بها تدميرها».

وقال مسؤول إسرائيلي كبير طلب عدم ذكر اسمه: «إذا اضطُررنا للقتال بأظافرنا فسنفعل ما يتوجّب علينا فعله»، وفق وكالة «رويترز»، في حين قلّل الجيش الإسرائيلي من تعليق الإدارة الأميركية لشحنة الأسلحة، مشيراً إلى أن البلدَين الحليفين يحلّان أي خلافات «خلف الأبواب المُغلقة». وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري خلال مؤتمر صحافي إنّ التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة وصل «على حدّ اعتقادي إلى مستوى غير مسبوق».

في الغضون، رفضت السلطة الفلسطينية أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح الذي سيطر عليه الجيش الإسرائيلي في عملية خاصة الثلثاء، في وقت هدّدت فيه الفصائل الفلسطينية بالتعامل مع أي قوّة هناك باعتبارها «قوّة احتلال»، وذلك بعد ورود تقارير عن نيّة إسرائيل تسليم المعبر في مرحلة لاحقة إلى شركة أمنية أميركية خاصة.

توازياً، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن السلطات الإسرائيلية أغلقت معبر كرم أبو سالم من جديد بعد إدخالها شاحنة وقود واحدة تابعة لوكالة «الأونروا»، وذلك بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إعادة فتح المعبر «لإدخال المساعدات الإنسانية» إلى القطاع، فيما حذّر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن كمّية الوقود في المستشفيات في جنوب القطاع تكفي لثلاثة أيّام فقط.

في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ»حماس» والمكتب الإعلامي الحكومي العثور على «مقبرة جماعية» داخل مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة وسحب 49 جثة منها.

وفي أميركا، أخلت شرطة واشنطن مخيّماً أقامه طلّاب مؤيّدون للقضية الفلسطينية في جامعة جورج واشنطن أمس، فيما أشارت شبكة «سي أن أن» إلى اعتقال نحو 30 شخصاً، فيما كان من المتوقع أن يُدلي رئيس بلدية واشنطن العاصمة وقائد الشرطة بشهادتيهما أمام الكونغرس في وقت لاحق حول سبب الانتظار أكثر من أسبوع لإخلاء المخيّم.

MISS 3