يبدو أننا نستطيع الآن توديع النسخة الواقعية من العالم الخيالي «فولكان» بشكلٍ رسمي. اكتشف علماء الفلك أن الإشارات التي اعتبروها أدلة على وجود عالمٍ يدور حول نجم اسمه HD 26965 كانت خاطئة، فهي لا تنجم عن كوكب خارجي على ما يبدو.
يكشف تحليل عميق أن تلك الإشارات تنبثق على الأرجح من النجم بحد ذاته. إنه رابع بحث يغوص في احتمال وجود نسخة حقيقية من كوكب «فولكان» وثالث بحث يستنتج عدم وجود كوكب خارجي من هذا النوع. يستطيع العلماء إذاً أن يؤكدوا على تلاشي نظرية وجوده.
لكن تؤكد هذه النتائج أيضاً على ضرورة فهم سلوكيات النجوم بالتفصيل لتحسين طريقة رصد الإشارات في تحليلات البيانات المستقبلية، فيما يتّجه العلماء نحو حقبة جديدة من اكتشاف العوالم الغريبة.
حمل نجم HD 26965 تغيرات مشابهة جداً لما يتوقّعه العلماء على مستوى السرعة الشعاعية في أي كوكب خارجي بعد دورانه طوال 42 يوماً. ربما تنجم تلك التقلبات عن تغيّر سطح النجم أثناء دورانه حول محوره. لكن عجز علماء الفلك الذين اكتشفوا النجم عن تحديد إيقاع دورانه لاستبعاد هذا الاحتمال.
تحت إشراف عالِمة الفلك أبيغيل بوروز من كلية «دارتموث»، استعمل الباحثون في أحدث دراسة أداة جديدة لقياس السرعة الشعاعية بدقة لم تكن متاحة في العام 2018. تكشف تلك القياسات أن التغيرات الملحوظة في ضوء النجم من مختلف طبقات غلافه الجوي كانت مختلفة عن تلك التي رصدها العلماء في الإشارة المختلطة.
لو كانت تلك التغيرات مرتبطة بكوكب خارجي، يُفترض أن تحافظ الإشارة على تماسكها. لكن يعني غياب هذا التماسك أن التقلبات النجمية تشتق من ظاهرة تصيب النجم، مثل البقع النجمية، والنقاط الساطعة، والحمل الحراري الداخلي، بالإضافة إلى فترة دوران النجم الممتدة على 42 يوماً.
من الناحية الإيجابية، تثبت هذه النتيجة مدى فاعلية الأدوات الجديدة لإعادة تقييم الاكتشافات الغامضة ورصد سببها الأصلي بطرق جديرة بالثقة.
مع اقترابنا من حقبة اكتشاف الكواكب الخارجية، حيث يأمل العلماء في رصد عوالم إضافية مثل الأرض، تبقى القدرة على استبعاد النتائج الخاطئة أداة قوية في هذا المجال.