"ساعة القيامة" تحذّر من اقتراب تحوّل الأرض إلى كوكب غير صالح للسكن

02 : 00

«ساعة القيامة» جهاز رمزيّ مُصمّم لإطلاق التحذيرات حول اقتراب العالم من الكوارث. يقال إن «منتصف الليل» يمثّل المرحلة التي تصبح فيها الأرض غير قابلة للسكن. تعود هذه الساعة إلى بداية الحرب الباردة، وقد كانت جزءاً أساسياً من مجلة «نشرة علماء الذرة» التي أسّسها علماء من «مشروع مانهاتن» في العام 1947 ومهندسون كانوا على ارتباط وثيق بتطوير القنبلة الذرية.

في بداية العام 2023، ضُبِطت عقارب «ساعة القيامة» على 90 ثانية فقط من الساعة، وهي الأقرب إلى «منتصف الليل» على الإطلاق. ما من سبب واحد لهذا التقييم. أصبح التغيّر المناخي عاملاً مؤثراً على التهديدات التي تواجهها البشرية طبعاً، وتعكس الساعة هذا النوع من المخاطر. لكن تبرز عوامل وشيكة أخرى، أبرزها تأثير الحرب في أوكرانيا، لا سيّما تهديد روسيا بتصعيد الوضع تمهيداً لإخماده لاحقاً. خضع هذا المفهوم لنقاش واسع في روسيا، بما في ذلك وسط المقرّبين من الرئيس فلاديمير بوتين.

بالإضافة إلى ما يمكن أن يحصل في ساحات المعارك في أوكرانيا، تفسّر الاضطرابات المتزايدة بين واشنطن وموسكو التصنيف الراهن الذي توصّلت إليه الساعة. لقد تلاشت معظم المعاهدات الثنائية التي كانت تراقب سابقاً التطوّرات الميدانية للأسلحة النووية. انسحبت الولايات المتحدة بحدّ ذاتها من معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية في العام 2001، ومن معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى في العام 2019. كانت نهاية تلك الاتفاقيات لتؤثر حتماً في ضبط الساعة في بداية العام 2023، لكن تبرز خطوات مقلقة أخرى في العام نفسه.

في شهر شباط من هذه السنة، انسحبت روسيا من معاهدة «ستارت الجديدة»، ثم أعلنت في تشرين الثاني أنها بصدد الانسحاب من معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. بعبارة أخرى، اختفت اليوم جميع الاتفاقيات التي كانت ترتبط بالحدّ من استعمال الأسلحة النووية وضمنت إبعاد عقارب الساعة عن مرحلة «منتصف الليل» في الماضي.

في العام 2023، لا يبدو العالم في وضع جيّد بأي شكل، لكن تبقى هذه الساعة جهازاً تحذيرياً، ولو أنها تحمل قيمة رمزية، وبالتالي يمكن استعمالها لحصر الأفكار وجمع مستشارين حكماء لمنع جميع أنواع الكوارث (نووية أو مناخية)، وهو الهدف الأصلي من تصميم الساعة.