موجات الحرّ القياسية تتّجه إلى الإنحسار

يوم الإثنين الماضي، ذكرت وكالة الطقس في الأمم المتحدة أنّ عودة ظاهرة «النينيا» هذه السنة يُفترض أن تسهم في تخفيض درجات الحرارة بنسبة معيّنة بعد أشهر على تسجيل مستويات حرّ قياسية حول العالم.

قد تظهر نتائج هذه التغيرات خلال الأشهر القليلة المقبلة لأن ظاهرة «النينيو»، التي كانت وراء تسجيل درجات حرارة قياسية وانتشار أحوال طقس متطرفة حول العالم منذ منتصف العام 2023، بدأت تحمل مؤشرات على انتهاء هذه الموجة.

لكن تحذّر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في الوقت نفسه من استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية على المدى الطويل بسبب التغير المناخي المرتبط بنشاطات البشر. تؤدي هذه الظروف إلى تفاقم أحوال الطقس المتطرفة واضطراب الأمطار الموسمية وأنماط درجات الحرارة الاعتيادية.

تشير ظاهرة «النينيا» إلى برودة حرارة سطح المياه في مساحات واسعة من المحيط الهادئ الاستوائي، بالإضافة إلى ظهور رياح وأمطار وتبدلات في الضغط الجوي.

في أماكن عدة، لا سيما المناطق الاستوائية، تنتج «النينيا» آثاراً مناخية معاكسة لظاهرة «النينيو» التي تزيد سخونة سطح المحيطات، ما يؤدي إلى انتشار الجفاف في بعض أجزاء العالم وهطول أمطار غزيرة في أماكن أخرى.

تذكر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن السنوات التسع الماضية سجّلت أعلى درجات الحرارة على الإطلاق، رغم مفعول التبريد الذي أنتجته ظاهرة «النينيا» ودام بين العام 2020 وبداية 2023.

بلغت آخر ظاهرة من نوع «النينيو» ذروتها في كانون الأول الماضي، وكانت واحدة من أقوى خمس موجات على الإطلاق.

يقول كو باريت، نائب أمين عام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: «من المتوقع أن يصبح الطقس أكثر تطرفاً بسبب موجات الحر الفائق والرطوبة المفرطة في غلافنا الجوي».

أعطت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الأولوية لنشر أنظمة تحذير في جميع مناطق العالم بحلول العام 2027، لا سيما في الأماكن الأقل استعداداً للتعامل مع هذه الظروف، مثل أفريقيا.

في النهاية، يقول باريت: «تبقى التوقعات الموسمية لظاهرتي «النينيو» و»النينيا» والآثار المتوقعة على مستوى الأنماط المناخية حول العالم أداة أساسية لتوجيه التحذيرات المسبقة والخطوات الأولية».