روي أبو زيد

Corona Awareness

جورج غانم: كورونا يتغلغل في عضلات القلب وإن لم نمت بالفيروس سوف نموت جوعاً!

29 آب 2020

02 : 00

تتفاقم الإصابات بفيروس كورونا عالمياً وترتفع نسب المصابين بهذه الجائحة. دخل لبنان مرحلة متطوّرة من انتشار الفيروس وبات الخطر يهدد الجميع في ظلّ غياب الوعي وعدم اعتماد سبل الوقاية بالطريقة المناسبة والصحية. نقاط أساسية شدد عليها المدير الطبي في مستشفى LAU MEDICAL CENTER-RIZK HOSPITAL، ورئيس قسم القلب في المستشفى الدكتور جورج غانم. "نداء الوطن" التقت غانم وسألته عن الوضع الصحي للبنانيين في ظلّ تزايد أعداد المصابين بكوفيد - 19. وكان هذا الحوار:


لم يعد الحجر المنزلي يفيد الناس حالياً لذا كيف علينا مواجهة كورونا؟


يتفشّى كورونا عالمياً وعدد الإصابات سيزيد يوماً بعد يوم. تأخرنا كثيراً بفرض الحجر المنزلي الكامل خصوصاً في ظلّ تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد. ففي فرنسا مثلاً، تدعم الدولة الشعب مادياً وتؤمّن له حاجاته الأساسية. وتساهم الدولة بـ85 بالمئة من أجور العاملين لديهم. لكن في لبنان لا تقف الدولة الى جانب الشعب أو تدعمه، فكيف تطلب منه إذاً أن يحجر نفسه؟

إن لم يمت الشعب اللبناني بكورونا سوف يموت جوعاً!


لكن ما هي الطرق التي يجب اتّباعها للحد من انتشار الفيروس؟

للأسف تغيب خلية إدارة الكوارث والأزمات عمّا يحدث على الأرض في لبنان. فمثلاً لم نلحظ أي وجود لهذه الخلية بعد انفجار مرفأ بيروت كي تواكب الناس بتقارير إلزامية، حتى أنها لم تجتمع لحلّ الأزمة التي غرق فيها لبنان في الرابع من آب. يجب على هذه الخلية انتداب متمرّسين على الأرض يديرون الأزمة، لكن هذه الهيئة غائبة عن السمع، حتى أنها لا تواكب الناس وتزوّدهم يومياً بالنصائح الرئيسة للحد من انتشار فيروس كورونا. ونلاحظ أنّ الناس لا تتقيّد بالتعليمات والدليل على ذلك الزحمة على الطرقات وفي الأماكن العامة.


ما الحل إذاً؟


يجب تعميم ارتداء الكمامات والتشديد على هذا الموضوع خصوصاً في الأماكن العامة، فضلاً عن تحديد أعداد من يدخل هذه الأماكن والحد من الأشخاص الموجودين فيها. كذلك، من الضروري توعية الناس كي يحافظوا على المسافة الآمنة، تزويدهم بمعقّم اليدين في الأماكن العامة والتشديد على ارتدائهم الكمامات بالطريقة الصحيحة. لكن ليس هناك من إدارة أزمات بالطريقة الصحيحة وليس هناك من إدارة موحّدة لمعالجة نقاط الضعف الموجودة على الأرض. ومن الضروري كذلك أن تكون هذه الإدارة مدعومة بهيئة تنفيذية تراقب مدى تنفيذ الناس لهذه النصائح.


ما رأيك بتمديد التعبئة العامة حتى نهاية السنة؟


أيمكن أن تشرح لي ما الهدف أو الفائدة من هذا الحجر؟ هل هذه التعبئة هي بمثابة تغطية لوزارة الداخلية للإدّعاء أنها "تستلم زمام الأمور"؟

إنّ المؤسسات السياحية والقطاع الخاص هي الفئات التي تتأثر سلباً من هذه التعبئة لأنهم مجبرون باتّباع القوانين وإلا سوف يحاسبون. لكن، ما يحصل فعلياً مغاير تماماً فهناك "ناس بسمنة وناس بزيت في هذا البلد".

صرختك مدويّة خصوصاً وأنك من الداعمين لحقوق الشعب ومن أول الثائرين الذين نراهم في التظاهرات.

الناس تصرخ وجعاً وألماً و"بتاكلا قتلة وبتتقوّص إذا عبّرت". كما أنّه صدر قانون جديد يطالب المستشفيات بتبليغ وزارة الداخلية وقوى الأمن عن كلّ شخص يصل الطوارئ ويكون جريحاً جرّاء رصاص مطاطيّ أو متضرّر من الغاز المسيّل للدموع. أضحينا نعيش في نظام ديكتاتوري وبوليسي. نحن نعيش أزمة إنسانية، حقوقية وصحية عميقة جداً.


كيف ينتقل فيروس كورونا اليوم؟


ينتقل كورونا على هذا الشكل:

- إن اقتربنا من شخص مصاب لمسافة اقل من متر واحد، نحن معرّضون للإصابة أيضاً، وتزداد نسبة الإصابة إن طالت مدة المحادثة (ربع ساعة وأكثر)، وإن لم يكن أحد الشخصين واضعاً للكمامة.

- عدم ارتداء القفّــــازات في الأماكـــن العامة، وملامســـة الوجه والعيون في حـال ارتدائها. (يجب رمي القفازات في سلة المهملات وليس على الأرض بعد الانتهاء منها وغسل اليدين جيداً لمدة 25 ثانية).

- عدم مسح الأسطح مرتين يومياً على الأقل في أماكن العمل والجلوس على طاولة أو كرسي في المطعم قبل التأكد من تعقيمها جيداً يساهم بانتشار الفيروس.

يجب التشديد على أنّ كورونا ينتقل عبر النفس والرذاذ من شخص الى آخر ويجب منعه من ذلك كي يتوقّف في مرحلة معيّنة ونكسر هذا الانتقال. فيروس "كورونا" ملعون جداً، إذ لا يموت بسهولة بل "يضاين" كثيراً. فيعيش مع الناس منتظراً أن يفتحوا له المجال كي يخترق جهازهم التنفسي.





هل ترفع الكمامة مستوى ثاني أوكسيد الكربون في الجســـــــــــــــم كما يُشاع؟


هذه معلومات غير دقيقة، فالكمامة مصنّعة بشكل مناسب وصحي كي تبقي على مستوى الهواء الطبيعي مناسباً في الجسم. لذا وضع الكمامة لا يشكّل اي خطر على صحتنا.


هل من عــــوارض جديدة لكورونا؟


كلا، عوارضـه ما زالت كما هي: آلام الرأس والجسم، ارتفاع الحرارة، سعال واحمرار في العينين. لكن يجب الانتباه الى أنّ بعض العوارض تكون خفيفة ولا يدرك الناس حينها أنهم أصيبوا بكورونا فينشرون الفيروس أينما حلّوا. لذا، على كلّ منا أن يتحمّل المسؤولية الفردية ويحجر نفسه إن شعر بهذه العوارض، كي يجري فحص الـ PCR ويتصرّف بعدها بحسب النتيجة.


هل يصيب كورونا عضلة القلب؟


بالطبع يصيبها، إذ يمكنه التسبب بالتهاب في خلايا القلب ما قد يؤدي الى الوفاة. وتوصّلت بعض الدراسات أخيراً الى أنّ الأطفال الصغار معرّضون لإصابة الفيروس بحد ذاته عضلات قلوبهم والتكاثر بداخلها!


إذاً كورونا يصيب الأطفال؟


نعم، هذا ما أكدته الدراسات الأخيرة. لكن نسبة الحالات المتقدمة أو الوفيات عند الأطفال أقل بكثير من نسبة البالغين.


أيمكن لشخص أصيب بكورونا وشفي أن يصاب مرة أخرى بنفس الفيروس؟


على الرغم من شفائه، تبقى نسبة إصابته بكورونا 10 بالمئة. هذا الفيروس خبيث لذا قد يتعرّض الشخص الذي شفي منه للفيروس مجدداً في موسم آخر له. ويبقى الأمر مرهوناً بمناعة الأشخاص وقدرة أجسادهم على احتمال الأمراض.


هل من مواسم معيّنة لانتشــــــــــــار فيروس كورونا كالإنفلوانزا وهل يتحوّل من موسم الى آخر؟


هذا السؤال دقيق جداً، لكن موجة كورونا ما زالت مستمرة بعكس الانفلونزا التي تتغيّر حديتهـــا حسب الفصـول. وتجدر الإشـــارة الى أنّ الفيروس ما زال كما هو ولم يتحوّل منذ بداية انتشاره.


كيف يمكن للنرجيلة أن تسبّب بالإصابة؟


إن كنت مصاباً بالكورونا يمكنك أن تنقل العدوى الى داخل النرجيلة ولو أنك تستعمل نربيشاً بلاستيكياً، وحين تطلق الدخان في الهواء يتوزّع الفيروس على المحيطين بك عبر استنشاقهم الدخان.


يتم الحديث أخيراً عن اكتشاف لقاح للفيروس بأكثر من منطقة. فهل هذه اللقاحات فعّالة؟


لا نملك اي معلومات جدية عن هذه اللقاحات وخاصة عن اللقاح الروسي الذي نعتبره كـ"بروباغاندا" وليس كلقاح جدي وفعّال، خصوصاً وأن الدراسات العلمية لم تتناوله بعد.

كذلك، لا يمكننا معرفة ماهيّة باقي اللقاحات المصنّعة في الشركات الفرنسية، الألمانية، الأميركية والإنكليزية التي لم تكشف النقاب عنها الى الآن. كما تجدر الإشارة الى أن اللقاح قد يبصر النور عند نهاية السنة الحالية أو مطلع العام المقبل.


أصحيح ما يتردّد عن وجود مخزون من هذه اللقاحات في لبنان لم يتم الكشف عنها حتى اليوم؟


هذا الموضوع غير صحيح.


تشير بعض الجهات على أنّ كورونا يدخل في إطار نظرية المؤامرة والتخفيف من عدد سكان الأرض. ما رأيــــــــــك بهذا الموضوع؟


قرأنا الكثير عن هذا الموضوع كأطباء ومطّلعين. لكن ليس هناك من معلومات موثّقة وأكيدة تدعم تلك النظريات، بل تبقى في إطار الأفكار المطروحة والنظريات العامـــة ليس إلا.

ليس هناك من رابط علمي بين الـ5G واللقاحات ونظريات تقليص عدد سكان الأرض. وليست مبرهنة علمياً حتى اليوم.


كلمة أخيرة لقراء "نداء الوطن"؟


أطلب من الناس أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي، متّخذين الإجراءات الوقائية الاساسية ومنتبهين على تحرّكاتهم كي لا يصابوا بالكورونا.

يجب الابتعاد عن التجمعات وتجنّب الأماكن المقفلة وحتى الأندية الرياضية وأماكن السباحة.

أنصح الناس بالتفكير بكل حركة نقوم بها كي نتجنّب خطر الإصابة.


MISS 3