بحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدّة أمس، التحضيرات للقمّة حول السلام في أوكرانيا المقرّر عقدها في سويسرا هذا الأسبوع. وأوضح زيلينسكي أنه ناقش مع بن سلمان «التحضيرات لأوّل قمّة عالمية من أجل السلام والنتائج المتوخّاة منها وإمكان تنفيذها، إضافةً إلى سُبل جعل أوكرانيا قريبة من سلام فعلي».
وجرى خلال اللقاء «استعراض العلاقات الثنائية بين البلدَين الصديقَين، وبحث تطوّرات الأزمة (الأوكرانية - الروسية)»، وفق وكالة «واس». وأكد وليّ العهد «حرص المملكة ودعمها لكلّ المساعي والجهود الدولية الرامية إلى حلّ الأزمة، وبحث السُبل الكفيلة لتخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها»، في حين أعرب الرئيس الأوكراني عن تقديره للجهود التي تبذلها المملكة في هذا الشأن، بحسب المصدر ذاته.
ويأتي ذلك بعدما وصل زيلينسكي إلى مدينة جدّة الساحلية على البحر الأحمر، في رحلة غير مُعلنة، حيث كان في استقباله مسؤولون سعوديون، بينهم مستشار الأمن القومي والسفير السعودي في كييف. ولم تؤكد السعودية بعد ما إذا كانت ستُشارك في قمّة السلام في سويسرا، حسبما أفاد ديبلوماسيون في منطقة الخليج وكالة «فرانس برس» الأسبوع الماضي.
أميركيّاً، فرضت وزارتا الخزانة والخارجية رزمة من العقوبات تهدف إلى إعاقة المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا عبر زيادة الضغوط على البنوك الأجنبية التي تتعامل مع روسيا، قبل محادثات زعماء «مجموعة السبع» التي تبدأ اليوم في إيطاليا. وتستهدف العقوبات أكثر من 300 جهة، بما فيها كيانات في روسيا، أبرزها بورصة موسكو، وكيانات في دول مثل الصين وتركيا والإمارات، بالإضافة إلى كيانات مشاركة في 3 مشاريع للغاز الطبيعي المُسال.
في المقابل، تعهّدت موسكو الردّ على العقوبات «المعادية» الأخيرة، إذ شدّدت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على أن «روسيا لن تدع الأفعال المعادية للولايات المتحدة من دون ردّ»، بينما أكدت بورصة موسكو أنها ستوقف التعاملات باليورو والدولار في أسواق صرف العملات الأجنبية لديها.
في السياق، أكد البيت الأبيض أنه ستُعلن خلال قمّة «مجموعة السبع» خطوات لمساعدة أوكرانيا باستخدام أصول روسية مجمّدة، وستُفرض عقوبات جديدة وقيود على الصادرات إلى روسيا، مشيراً إلى أنه «أعتقد أنكم ستشهدون إجماعاً هنا في مجموعة السبع في ما يتعلّق بالعمل على استخدام هذه الأصول المجمّدة لمساعدة أوكرانيا في إعادة الإعمار».
كذلك، كشف البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن وزيلينسكي سيوقّعان اتفاقاً أمنيّاً ثنائيّاً خلال قمّة «مجموعة السبع»، موضحاً أن الاتفاق لن يتضمّن أي التزام باللجوء إلى القوات الأميركية، لكنّه سينصّ على تقديم أسلحة ومساعدة إلى أوكرانيا. ولفت إلى أنه سيكون مماثلاً للاتفاقات الموقّعة بين أوكرانيا و15 دولة أخرى من حلفائها، فيما رحّبت الرئاسة الأوكرانية بالإعلان الأميركي.
توازياً، وافق بايدن على إرسال نظام دفاع جوّي أميركي من طراز «باتريوت» إلى أوكرانيا، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» التي أشارت إلى أن نظام «باتريوت» الجديد المخصّص لأوكرانيا منصوب حاليّاً في بولندا، حيث يحمي وحدة أميركية من المقرّر أن تعود إلى الولايات المتحدة. ويُعدّ هذا ثاني نظام «باتريوت» على الأقلّ تُرسله واشنطن إلى كييف.
في الغضون، اتّفق الأمين العام لـ»الناتو» ينس ستولتنبرغ ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان القريب من موسكو بعد اجتماعهما في بودابست أن المجر «لن تمنع» التحالف من زيادة مساعداته لأوكرانيا، بينما سيسعى وزراء دفاع «الناتو» المجتمعون في بروكسل اليوم للتوصّل إلى اتفاق نهائي في شأن دور الحلف في إيصال الأسلحة قبيل قمّة «الناتو» المقرّر اجراؤها في واشنطن الشهر المقبل.
وأشاد أوربان بـ»مفاوضات صعبة، لكنّها بنّاءة» مع ستولتنبرغ، موضحاً أنه «حصلنا اليوم على ضمانات بأنه في حال الحرب الروسية - الأوكرانية، لن يكون على المجر المشاركة في تحرّكات عسكرية خارج أراضيها ولن تُساهم ماليّاً ولن تُرسل أشخاصاً إلى هذه الحرب».
ميدانيّاً، أدّى قصف روسي استهدف مسقط رأس زيلينسكي في بلدة كريفي ريغ في منطقة دنيبروبتروفسك الصناعية في جنوب أوكرانيا إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 29 آخرين على الأقلّ، بينهم 5 أطفال. وتعليقاً على الهجوم، دعا زيلينسكي إلى تكثيف عمليات تسليم بطاريات الدفاع الجوّي المتطوّرة. وكانت بلدة كريفي ريغ قد تعرّضت لهجوم بطائرة مسيّرة روسية ليل الثلثاء - الأربعاء أسفر عن إصابة 3 مدنيين، بينهم طفل.
ويأتي ذلك بعدما أسقطت الدفاعات الجوّية الأوكرانية 24 طائرة مسيّرة روسية و5 صواريخ من أصل 6 خلال ليل الثلثاء - الأربعاء، استهدف بعضها العاصمة كييف حيث أُصيب رجل. ورأى زيلينسكي أن «مثل هذه النتيجة في حماية الأرواح يُمكن أن تكون إنجازنا اليومي إذا كان لدينا ما يكفي من الأدوات لصدّ الهجمات الإرهابية».
نوويّاً، ذكرت روسيا أن جنوداً وبحارة من منطقة لينينغراد العسكرية الشمالية، وهي جيب روسي يقع بين ليتوانيا وبولندا، شاركوا في تدريبات على نشر أسلحة نووية تكتيكية. وتُشير هذه الخطوة إلى أن روسيا تُوسّع المساحة الجغرافية المُعلَنة للتدريبات النووية، لتشمل جنوداً من مناطق عسكرية تُغطّي تقريباً كلّ حدود «الدب الروسي» مع الدول الأوروبّية.