جاد حداد

العلاج بالتنويم المغناطيسي والاسترخاء الذهني لتخفيف ضغطك النفسي

4 أيلول 2020

02 : 00

تكشف دراسة جديدة أن الجمع بين التنويم المغناطيسي والاسترخاء الذهني ينعكس إيجاباً على مستويات الضغط النفسي.

الاسترخاء الذهني تقنية عقلية قديمة ووسيلة متعارف عليها لمساعدة الناس على التحكم بالضغط النفسي والقلق. يقضي هذا الخيار بالتركيز على الحاضر بكل وعي لأخذ استراحة من مشاغل الحياة اليومية المتسارعة.

تذكر الدراسة الأخيرة التي أجرتها جامعة "بايلور" في "واكو"، تكساس، أن الجمع بين الاسترخاء الذهني والتنويم المغناطيسي قد يُسهّل حصد المنافع. استنتج الباحثون أن التنويم المغناطيسي يسمح للناس بتحقيق مستوى من الاسترخاء الذهني بسرعة وسهولة.

يوضح المشرف على الدراسة، غاري إلكينز: "الاسترخاء الذهني نوع من التأمل الذي يتطلب حصر الانتباه بدرجة الوعي في الزمن الحاضر. قد يساعد الناس على التكيّف مع الضغط النفسي لكنه يتطلب في بعض الحالات أشهراً من التدريبات المتواصلة. يترافق التنويم المغناطيسي بدوره مع حصر الانتباه، لكنه يرتكز أيضاً على التخيل العقلي والاســترخاء واقتراحات لتخفيـــــــف حدة الأعراض".

نُشرت نتائــــج البحث الجديـد في "المجلة الدولية للتنويم المغناطيسي العيادي والتجريبي". يسمّي الباحثون علاجهم الذي يستهدف العقل والجسم معاً "التنويم المغناطيسي المبني على الاسترخاء الذهني". إنه شكل جديد من استعمالات التنويم المغناطيسي الذي يعالج الألم في حالات كثيرة ويسيطر على الأعراض. يظن العلماء أن الجمع بين العلاجَين يسرّع اكتساب مهارات الاسترخاء الذهني.

هم يأملون في معالجة المخاوف التي تعتبر التحكم بالضغط النفسي والقلق عبر الاسترخاء الذهني مساراً طويلاً ومكلفاً يتطلب تدريبات لأكثر من 24 ساعة.

يتكلم إلكينز عن مناهج تشمل ثماني حصص أسبوعية من الاسترخاء الذهني وتتراوح مدتها بين ساعتين وساعتين ونصف، فضلاً عن عزلة كاملة قد تفوق الثماني ساعات. يشمل هذا التدريب استثماراً كبيراً من حيث الوقت والمال في علاجٍ لم تثبت جميع الأبحاث بعد أنه أكثر فعالية من العلاج المعرفي النموذجي.

للتأكد من منافع العلاج المختلط، حلل الباحثون أثره في دراسة شملت 42 مشاركاً من طلاب الجامعات المصابين بدرجات مرتفعة من الضغط النفسي. شكّل نصف المتطوعين مجموعة مرجعية ولم يخضعوا للتنويم المغناطيسي ولا الاسترخاء الذهني.

شارك النصف الآخر في ثماني حصص أسبوعية مدتها ساعة وشملت افتعال التنويم المغناطيسي وتمارين لتعزيز الاسترخاء الذهني. على مر الأسابيع الثمانية، تطورت الحصص بناءً على سلسلة من المواضيع:

• إدراك الحاضر بكل وعي.

• إدراك الحواس الخمس من دون إصدار أي أحكام.

• إدراك الأفكار والمشاعر من دون إصدار أي أحكام.

• تنويم مغناطيسي ذاتي.

• تعاطف مع الذات والآخرين.

• إدراك القيم الشخصية ومعنى الحياة.

• استرخاء ذهني متكامل.

• الانتقال إلى الممارسات طويلة الأمد أو استكمالها.

خضعت المجموعة العلاجية أيضاً لتنويم مغناطيسي ذاتي مدته 20 دقيقة عبر سماع أقراص مدمجة مُصمّمة لتعزيز الاسترخاء الذهني يومياً وطُلِب من المشاركين تدوين تفاصيل ممارساتهم. ذكر الأفراد في هذه المجموعة أنهم التزموا بهذا البرنامج بشكل شبه يومي وقيّموا مستوى رضاهم عن العلاج بعلامة 8.9 على 10.

لاحظ المشاركون تراجعاً بارزاً في مستوى إحباطهم مقابل زيادة استرخائهم، ما يؤكد على أهمية العلاج الذي يجمع بين التنويم المغناطيسي والاسترخاء الذهني. في المقابل، لم تحصد المجموعة المرجعية أي منافع مشابهة.

يلخّص إلكينز استنتاجات العلماء قائلاً: "يُعتبر الجمع بين العلاجَين في حصة واحدة مقاربة جديدة قد تساوي بمنافعها العلاجات المستعملة راهناً أو تتفوق عليها كونها مختصرة وسهلة التطبيق. قد يصبح هذا الخيار أساسياً لمعالجة القلق وتخفيف الضغط النفسي".

تبقى العينات المستعملة في هذه الدراسة صغيرة، لكن يتطلع إلكينز إلى إجراء دراسات فيها مجموعات أكبر حجماً من المشاركين. كما يؤكد على ضرورة تنفيذ دراسات مستهدفة لتحليل فعالية العلاج بالاسترخاء الذهني في معالجة حالات محددة مثل القلق أو الاكتئاب أو الألم المزمن.


MISS 3