الرياضة تتحول إلى مأساة

بين الشغف والفوضى... انتهت مباراة كرة قدم بكارثة إنسانية (رويترز)

في مشهد مأسوي هزّ عالم كرة القدم، ارتفعت حصيلة ضحايا التدافع الذي وقع في ملعب مدينة نزيريكوري، جنوب شرق غينيا، إلى 135 قتيلاً، وفق ما أفادت به جماعات حقوقية محلية، وهو رقم يتجاوز بأكثر من الضعف الحصيلة الرسمية المعلنة سابقاً والتي بلغت 56 قتيلاً.



قرار تحكيمي مثير  

انطلقت شرارة الأحداث المأسوية خلال مباراة نهائي بطولة محلية أُقيمت تكريماً للقائد العسكري مامادي دومبويا. قرار تحكيمي مثير للجدل أشعل غضب الجماهير، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة في المدرجات. مع تصاعد التوتر، تدخلت قوات الأمن مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع، لتتحول المدرجات إلى ساحة فوضى عارمة. وفقاً لشهود عيان وتقارير المستشفيات، كان معظم الضحايا من الأطفال دون سن 18 عاماً. المشجعون حاولوا الفرار من الملعب المكتظ، إلا أن البوابات المغلقة زادت من مأسوية الموقف، حيث تعرض العديد للدهس أثناء التدافع أو صدمتهم سيارات تقل مسؤولين حاولوا الهروب.



اتهامات بالتقصير وسوء إدارة الأزمة

جماعات حقوق الإنسان في نزيريكوري لم تتوانَ عن تحميل المسؤولية للمنظمين وقوات الأمن، متهمةً إياها باستخدام مفرط للقوة وإهمال سلامة الجمهور. البيان الصادر عن تلك الجماعات أشار إلى أن قوات الأمن أولت حماية الشخصيات الهامة أولوية على حساب أرواح المشجعين.



تحقيق مرتقب وتضارب الروايات

في المقابل، أكدت الحكومة الغينية أن بعض الجماهير ألقوا حجارة، مما تسبب في حالة من الذعر والتدافع، وتعهدت بفتح تحقيق شامل لكشف ملابسات الحادث. لكن حتى اللحظة، لم يصدر أي ردّ رسمي على الاتهامات الموجهة إليها.


الحادثة تركت بصمة أليمة في تاريخ الرياضة الغينية، وأثارت تساؤلات ملحة حول إجراءات الأمن والسلامة في الفعاليات الرياضية. فهل تكون هذه الكارثة نقطة تحول نحو تحسين إدارة الأحداث الرياضية أم مجرد فصل آخر في سجل الأخطاء الكارثية؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالكشف عن الإجابة.