يبدو أن جهوداً جدّية تبذل للتوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط أجواء إيجابية للمرّة الأولى منذ عام، من شأنها أن توقف القتال، ولو موَقتاً، في غزة وتعيد الرهائن. ويأتي هذا التفاؤل الحذر في وقت أجرى فيه مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان محادثات في إسرائيل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس، قبل أن يتوجّه إلى مصر وقطر. وأبدى سوليفان اعتقاده أن التوصّل إلى اتفاق في شأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن ربّما يكون قريباً.
وإذ رأى سوليفان خلال مؤتمر صحافي في القدس بعد لقائه نتنياهو أن اغتيال إسرائيل قادة في "حماس" ساعد أيضاً في وضع محادثات وقف إطلاق النار على المسار الصحيح لتحقيق نتائج إيجابية، كشف أن إسرائيل أبدت رغبتها في التوصّل إلى اتفاق ونرى تحرّكاً من "حماس" التي تغيّر موقفها بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، مبدياً اعتقاده أن كلّ يوم يأتي بمخاطر متزايدة وهناك حاجة ملحّة لإبرام الاتفاق. وأوضح أن هدفه هو أن "نتمكّن من إبرام اتفاق هذا الشهر".
دبلوماسيّاً، حلّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضيفاً عند البابا فرنسيس في الفاتيكان، في أوّل لقاء مباشر بينهما منذ ثلاث سنوات وفي وقت أصبح فيه الحبر الأعظم أكثر صراحة في انتقاده الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وذكر الفاتيكان أن البابا وعباس أجريا محادثات خاصة لنصف ساعة، موضحاً أن عباس اجتمع بعد ذلك مع كبار الدبلوماسيين في الكنيسة الكاثوليكية لمناقشة "الوضع الإنساني الخطر للغاية في غزة، حيث من المأمول أن يكون هناك وقف لإطلاق النار وإفراج عن جميع الرهائن في أقرب وقت مُمكن".
ووجّه عباس في بيان الشكر إلى البابا على "مواقفه الداعمة لتحقيق السلام العادل في فلسطين على أساس حلّ الدولتين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات إلى القطاع".
ميدانيّاً، قتلت إسرائيل 13 فلسطينيّاً في غارتين جويّتين على رفح وخان يونس، وأفاد مسعفون و "حماس" بأنهم كانوا جزءاً من قوّة تحمي شاحنات المساعدات الإنسانية، لكن الجيش الإسرائيلي ذكر أنهم من مسلّحي "حماس" وكانوا يُحاولون الاستيلاء على الشحنة.
وأوضح مسعفون وسكان لوكالة "رويترز" أن العديد من قتلى الغارتين لهم صلات بـ "حماس"، ولفت المسعفون إلى أن القتلى الـ 13 كانوا من بين 36 فلسطينيّاً لقوا حتفهم خلال هجمات إسرائيلية أخرى الخميس، فيما قتلت القوات الإسرائيلية بالرصاص فلسطينيَّين، أحدهما مسلّح، في هجومَين منفصلَين في مخيّم بلاطة القريب من مدينة نابلس وقلقيلية في الضفة الغربية.
