جاد حداد

مستوياتك من الفيتامين D تُنبئ بمشاكلك الصحية المستقبلية

16 أيلول 2020

02 : 00

يُمهّد التطور الحاصل في مجال العلوم لابتكار طرق جديدة للكشف عن الأمراض في مرحلة مبكرة، ويشير إنجاز جديد إلى اعتبار مستويات الفيتامين D في مجرى الدم مؤشراً مفيداً على الصحة المستقبلية ومخاطر الأمراض لدى كبار السن. جرت الدراسة تحت إشراف لين أنطونيو من مستشفيات جامعة "لوفين" وفريق من الباحثين الأوروبيين. طُرحت النتائج خلال "المؤتمر الأوروبي الثاني والعشرين لأمراض الغدد الصماء" في بداية شهر أيلول.

يُعتبر الفيتامين D عنصراً أساسياً للحفاظ على عظام سليمة والاحتماء من الالتهابات والأمراض. لكن يطرح النقص في هذا الفيتامين مشكلة صحية عالمية كبرى، إذ تشير التقديرات إلى تراجع مستوياته لدى مليار شخص تقريباً حول العالم.

مخاطر نقص الفيتامين D

يكون نقص الفيتامين D شائعاً بشكلٍ خاص لدى كبار السن. وتكشف دراسات متزايدة أهمية هذا الفيتامين للوقاية من مشاكل صحية متعددة مع التقدم في السن. ربط الباحثون بين تراجع مستويات الفيتامين في الدم ومشاكل صحية مرتبطة بالسن، منها هشاشة العظام، وزيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، والنوع الثاني من مرض السكري، والتراجع المعرفي.

أنواع الفيتامين D

تتعدد أنواع الفيتامين D أو النواتج الأيضية في الجسم. لكن تستعمل الأوساط الطبية مجموع تلك النواتج لتحديد وضع الفيتامين لدى الناس. يُحوّل الجسم طليعة الهرمون التي تكون على شكل فيتامين D من نوع "25 - ديهيدروكسي" إلى "1.25 - ديهيدروكسي" الذي يعتبره العلماء الشكل الناشط من الفيتامين في الجسم.

لكن يكون أكثر من 99% من مجموع النواتج الأيضية الخاصة بالفيتامين D في الدم متّصلاً بالبروتينات. لهذا السبب، تنشط كمية ضئيلة منها بيولوجياً. هذا ما يجعل الأشكال الحرّة والناشطة من الفيتامين مؤشراً أفضل من المستويات الإجمالية على الوضع الصحي الحالي والمستقبلي.


مستويات الفيتامين D الحر من نوع "25 - ديهيدروكسي"


استعملت أنطونيو وفريقها بيانات من "الدراسة الأوروبية لشيخوخة الذكور"، وقد جمعها الباحثون بين العامَين 2003 و2005 من 1970 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 40 و79 عاماً.


لمعرفة مدى قدرة النواتج الأيضية الحرة للفيتامين D على توقع المشاكل الصحية أكثر من عوامل أخرى، قارن الفريق بين مستويات الفيتامين D الحر والإجمالي في أجسام الرجال ووضعهم الصحي الحالي، تزامناً مع مراعاة عوامل العمر ومؤشر كتلة الجسم وأسلوب الحياة.

رغم ارتباط نواتج الفيتامين D الأيضية الحرّة بارتفاع خطر الوفاة، كشفت النتائج أن الفيتامين الحرّ من نوع "25 - هيدروكسي" هو الوحيد الذي يستطيع توقّع المشاكــــل الصحية المستقبلية.

تكشف هذه البيانات مجدداً أن نقص الفيتامين D يرتبط بعواقب سلبية على الوضع الصحي العام وقد ينذر بارتفاع خطر الوفاة.

قد تبدو هذه النتائج واعدة لكن ارتكزت الدراسة على المراقبة، ما يعني أن الباحثين لم يتمكنوا من تحديد الآليات الكامنة وراء هذه الروابط. كذلك، لم يكن جمع معلومات محددة عن أسباب وفاة المشاركين ممكناً.

توضح أنطونيو: "تركّز معظم الدراسات على الروابط القائمة بين المستويات الإجمالية للفيتامين D من نوع "25 - هيدروكسي" والأمراض المرتبطة بالسن وحالات الوفاة. وبما أن نوع "1.25 - هيدروكسي" هو الشكل الناشط من الفيتامين في الجسم، يمكن اعتباره مؤشراً أقوى على الأمراض والوفيات. يدور نقاش أيضاً حول أهمية قياس المستويات الإجمالية أو الحرة من الفيتامين D. تكشف بياناتنا اليوم أن هذه المستويات من النوع "25 - هيدروكسي" تعكس أفضل قياس للمخاطر الصحية المستقبليـــة لدى الرجال".

تضع أنطونيو وزملاؤها راهناً اللمسات الأخيرة على تحليل إحصائي وتقرير يلخّص نتائج أبحاثهم.

أخيراً، قد يكون تكثيف الأبحاث حول مستويات الفيتامين D وعلاقتها بتدهور الصحة مجالاً واعداً للدراسات المستقبلية.


MISS 3