من المهمّ فصل سجالات هذا الأسبوع إلى ثلاث مراحل: "ما قبل، خلال، وما بعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون".
في الأيام الأولى من الأسبوع، وبينما كان اللبنانيون يترقّبون بقلق يوم الخميس الحاسم 9 كانون الثاني لمعرفة مصير انتخاب رئيس الجمهورية، أثار تصريح رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا ضد رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع عاصفةً من السجالات الحادة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قرّر وضع "فيتو" عليه كمرشح لرئاسة الجمهورية، متهماً إياه بأنه مشروع تدميري وفتنوي.
لكنّ المفاجأة الكبرى كانت في الردود العنيفة ضد صفا، والتي لم تقتصر على "القوات" ومناصريها فحسب، بل شملت أيضاً مقاطع فيديو نشرها مواطنون شيعة، بعضهم موالون لـ "حركة أمل" وآخرون فضّلوا إخفاء انتماءاتهم السياسية، ما أضفى بعداً جديداً على السجال وزاد من حدّته.
فجأة وبدون أي مقدّمات، ظهرت الحاجّة منتهى من عالم "تيك توك" لتهاجم وفيق صفا، حيث تخلّت عن نشر الفيديوات الصباحية التي اعتادت فيها بث أجواء موسيقية، لتطلق فيديو جريئاً انتقدت فيه صفا، وجعلت من "حزب الله" هدفاً لسهامها. وكما كان متوقّعاً، حصدت فيديواتها دعماً كبيراً من مؤيدي "القوات اللبنانية"، لكن السيّدة الستينية تعرّضت في المقابل، لهجوم شرس واتهامات قاسية، بما في ذلك الشتائم من بيئة "حزب الله".
في مقاطع الفيديو الأخرى، شن مواطنون شيعة، من رجال وسيدات، هجوماً حاداً على تصريحات صفا، مؤكدين أنّ هدفه كان إشعال الفتنة الطائفية والانقسام الوطني. وأجمعوا على أنه كان من الأجدر به شكر جعجع وبيئته على احتضانهم لبيئة "حزب الله" بعد الحرب التي تسببت فيها سياسات حزب صفا بتهجيرهم قسراً.
لا بدّ من الإشارة إلى أنّ ما حصل يمثّل تحطيماً واضحاً لحاجز الخوف. فرغم الشتائم التي وُجّهت إلى ناشري مقاطع الفيديو، استمروا في نشر المزيد دون تراجع. انتقلت الحاجّة منتهى من فيديو إلى آخر، وكذلك الشبان، حتى أنّ أحدهم تجرّأ وهنّأ رئيس حزب "القوات اللبنانية" على موقفه الوطني في الاستحقاق الرئاسي. فلم يعد هناك "قبل السحسوح وبعد السحسوح".