واشنطن تُحذّر: إيران قادرة على صنع قنبلة نوويّة قريباً

طهران مجدّداً تحت مقصلة العقوبات الأمميّة والأميركيّة

02 : 00

روحاني خلال حديثه على هامش اجتماع حكومي في طهران أمس (أ ف ب)

لا هدنة ولا وقت مستقطعاً في خضمّ سياسة "الضغوط القصوى" التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحقّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، التي باتت عالقة تحت مقصلة العقوبات الأمميّة والأميركيّة القاسية مترقّبةً تاريخ الثالث من تشرين الثاني المقبل لكي تعرف بناءً على نتائج الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة مسار العقوبات ومستقبل الاتفاق النووي.

وبعدما أعلنت الولايات المتحدة من جانب واحد أن عقوبات الأمم المتحدة على إيران دخلت مجدّداً حيّز التنفيذ، محذّرةً من "عواقب عدم الالتزام بها"، كشف مسؤول أميركي أمس لوكالة "رويترز" أن واشنطن ستفرض عقوبات اليوم على 24 شخصاً وكياناً شاركوا في البرامج النوويّة والصاروخيّة والأسلحة التقليديّة الإيرانيّة.

وإذ أوضح المسؤول الذي رفض ذكر اسمه أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيُوقّع أمراً تنفيذيّاً يُتيح للإدارة الأميركيّة فرض عقوبات على كيانات غير أميركيّة تُتاجر بالأسلحة التقليديّة مع إيران، أشار إلى أن "واشنطن تعتقد أن إيران ربّما تملك موادّ انشطاريّة تكفي لصنع قنبلة نوويّة بحلول نهاية العام".

ولفت المسؤول الأميركي أيضاً إلى أن طهران وبيونغ يانغ "استأنفتا التعاون في شأن مشروع الصواريخ بعيدة المدى"، فيما اتهم وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو الأوروبّيين بعدم القيام بأي جهد لمنع تجارة الأسلحة مع إيران عبر رفضهم دعم قرار واشنطن إعادة فرض العقوبات الدوليّة على طهران.

وقال بومبيو خلال حديث مع شبكة "فوكس نيوز": "كانت ستحصل أمور كثيرة لو أن قرارات مجلس الأمن الدولي لم يعد العمل بها مساء أمس (السبت)"، مؤكداً أنّه من دون هذه المبادرة "لكانت طهران اشترت أسلحة ودبّابات وأنظمة دفاع جوّي خلال بضعة أسابيع". وأضاف: "الأوروبّيون لم ينضمّوا إلينا في هذه القضيّة"، رغم أنّهم "يُقدّمون في مجالسهم الخاصة دعمهم لواشنطن". وتابع وزير الخارجيّة الأميركي: "هم يعلمون أنّنا على حق، لكنّهم لم يبذلوا أي جهد".

وإذ ندّد بومبيو بآثار القرار الأوروبي، أشار على سبيل المثال إلى الوضع في لبنان، وقال: "الجميع يُريد أن يكون لبنان في وضع أفضل"، مضيفاً: "هذه الأسلحة التي ستبيعها إيران ستصل إلى أيدي "حزب الله" وستجعل الحياة أسوأ بالنسبة إلى اللبنانيين".

كما أشار بشكل خاص إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، قائلاً: "الرئيس ماكرون يقوم هناك (لبنان) بمبادرة، لكنّ الأوروبّيين لم ينضموا إلينا لوضع حدّ للاتجار بالسلاح"، في حين كان بومبيو قد دعا خلال كلمة داخل كنيسة في تكساس صباح أمس إلى تغييرات سياسيّة في إيران، وقال: "نُصلّي من أجل الشعب الإيراني كي تكون له الحكومة التي يستحقّها وتحترم حياة الإيرانيين".

وفي ردود الفعل، وضعت إيران الولايات المتحدة في خانة "العزلة" و"الخسارة" الدوليّتَيْن، ورأت في سلسلة مواقف أمس أن الرفض الدولي للإجراء الأميركي هو لصالحها، ويُحوّل سياسة "الضغط الأقصى" إلى "عزلة قصوى" لواشنطن. وجاء الموقف الأوضح في هذا السياق على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي اعتبر على هامش اجتماع حكومي أن "سياسة الضغط الأقصى للولايات المتحدة ضدّ إيران، في شكلها السياسي والقانوني، تحوّلت إلى سياسة عزلة قصوى للولايات المتحدة".

ولفت روحاني إلى أن الولايات المتحدة تلقّت "ثلاث هزائم متتالية في مجلس الأمن الدولي، أي في المكان الذي لطالما اعتقد الأميركيّون أنّه نقطة قوّتهم"، فيما توقّع المتحدّث باسم الخارجيّة الإيرانيّة سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي من المجتمع الدولي وكلّ دول العالم "الوقوف ضدّ هذه التحرّكات المتهوّرة من قبل النظام في البيت الأبيض والتحدّث بصوت واحد".

وفي الوقت الذي صدر فيه بيان مشترك عن فرنسا وبريطانيا وألمانيا اعتبر أنّه "لا يُمكن أن يكون لـ"إشعار (بومبيو) المفترض" أي أثر قانوني"، أكدت الخارجيّة الروسيّة بدورها أن إعلان واشنطن يفتقد للأساس القانوني. واتّهمت موسكو واشنطن بالقيام بـ"أداء مسرحي"، وأصرّت على أن تصريحات الولايات المتحدة "لا تتطابق مع الواقع"، في حين ندّدت البعثة الصينيّة في الأمم المتحدة بالإجراء الأميركي الذي "يخلو من أي اثر قانوني وسياسي"، مؤكدةً أن رفع العقوبات الذي نصّت عليه قرارات الأمم المتحدة سيستمرّ، وحان الوقت "لإنهاء المسرحيّة السياسيّة التي تُمارسها الولايات المتحدة".


MISS 3