روي أبو زيد

أكثر من 241 ألف دولار لدعم المتضررين من انفجار بيروت

ميكا: لتغليب الحس الوطني والإنساني على المآرب السياسية في لبنان

21 أيلول 2020

02 : 00

أقام الفنان البريطاني واللبناني الأصل ميكا حفلة غنائية افتراضية، ظهر فيها من توسكانا الإيطالية، بمشاركة مشاهير أطلّوا من دول أخرى، أبرزهم كايلي مينوغ، تلك الحفلة التي أقامها ميكا دعماً للمتضررين من انفجار مرفأ بيروت المروّع، جمعت في حملة تبرعات عبر الانترنت أكثر من 241 ألف دولار (187 ألف جنيه استرليني)، فيما لم تُعلَن بعد إيرادات بيع التذاكر.

وأقيمت الحفلة تحت عنوان "آي لاف بيروت" "أحب بيروت" في "تياترو نيكوليني" لمدة ساعة و40 دقيقة، وعُرضت على قناة ميكا الخاصة في شبكة "يوتيوب".

وتشير مصادر قريبة من ميكا في حديث لـ"نداء الوطن" الى أنّ "الفنان حزين جداً على بيروت كما يملأه الغضب لما حصل في مرفأها وشوارعها وما تعرّض له سكانها".





وتلفت الى أنّ "ميكا يشدد منذ الرابع من آب على ضرورة اكتساب التعاطف مع بيروت عبر إظهار الجانب الإنساني من كلّ واحد منا"، مشددة على أنه "يطالب دوماً بتغليب الحس الوطني والإنساني على المآرب السياسية في البلاد، إذ بسببها يتعرّض لبنان للصعاب كافة".

وتؤكد المصادر أنّ "ميكا قرّر إرسال رسالة حب وأمل للبنانيين عبر الموسيقى والغناء"، كاشفةً أنّ "إيرادات الحفلة تمّ تخصيصها لهيئة إنقاذ الطفولة “Save the children” وجمعية الصليب الأحمر اللبناني لدعم عملهم الميداني في بيروت".

وحُدد سعر التذكرة بعشرة دولارات أو يوروات أو جنيهات استرلينية أو عشرة آلاف ليرة لبنانية.

وأطلّ الفنان العالمي مع عدد محدود من الموسيقيين من دون جمهور، وقال مخاطباً الجمهور الافتراضي "المسرح قد يبدو فارغاً اليوم، ولكنه في الواقع مليء، وثمة آلاف من المشاهدين حول العالم. لقد ملأناه بفضلكم".

وقال ميكا المولود في بيروت لأم لبنانية وأب أميركي: "لم اشأ أن أكون وحيداً اليوم، إذ أردت مشاركة أحبائي من الفنانين في إيصال رسالة مليئة بالحب الى بلد يعاني الكثير من الألم".

وشارك ميكا حفلته ضيوف ظهروا تباعاً، كلّ من مكان مختلف حول العالم.

من جهتها، قدّمت النجمة الأسترالية البريطانية كايلي مينوغ أغنية من لندن، والإيطالية لاورا باوزيني غنّت من موقع الكولوسيوم الأثري في روما، فيما غنّت الفرنسية لوان من أمام كاتدرائية القلب الاقدس في باريس. أما الاميركي الكندي روفوس واينرايت فظهر من لوس أنجليس، يرافقه عازفان على آلتين شرقيتين من بيروت.

تزامناً، أطلت الممثلة المكسيكية من أصل لبناني سلمى حايك في مداخلة أعربت فيها عن "حبّها العميق لوطنها"، موجّهة تحيّة الى "إخوتها اللبنانيين المتألمين".

وتكشف مصادر مطّلعة لنا الى أنّ "حايك تأسف لوضع لبنان الحالي، خصوصاً وأنه وطن الأرز وجبران خليل جبران". وقرأت حايك فقرات من كتابات جبران بالإنكليزية، فيما أكدت مواطنتها دانا باولا في مداخلة أخرى أنها شاركت في الحفلة"من أجل بيروت"، مذكّرة بوجود "الكثير من اللبنانيين الذين يعيشون في بلدها المكسيك".

وظهرت من باريس الممثلة الفرنسية فاني أردان حيث تلت قصيدة وجّهتها لبيروت، ختمتها قائلة: "بيروت هي خيمتنا. بيروت هي نجمتنا".

ومن بيروت شاركت الشاعرة والفنانة التشكيلية اللبنانية إيتيل عدنان بمداخلات أظهرت وجه لبنان الثقافي والحضاري. كما شاركت فرقة "مشروع ليلى" اللبنانية وفرقة "فانك أوف" الإيطالية، ميكا بالحفلة.





أما المغنية كايلي مينوغ فأرسلت "كل الحب للجميع في بيـــروت" ولبنان "الجريح".

وغرّدت الفنانة لورا باوزيني بعد مشاركتها في الحفلة أنّ "التجربة كانت فريدة من نوعها لنا جميعاً"، مشددة على أننا "نؤمن بقوة الموسيقى كعنصر رئيس في تفعيل المشاريع الخيرية".

وتفاعل مستخدمو الشبكات الاجتماعية مع الحفلة، وخصوصاً مع مشاهد انفجار بيروت والتحقيقات والشهادات المصوّرة لمتضررين منه. واعتبر كثر عبر "تويتر" أن الحفلة "مؤثرة"، فيما غرّد أحدهم "أشاهدها وعيناي دامعتان فيما الابتسامة على وجهي".

وكان ميكا غنى للمرة الأولى في وسط بيروت عام 2008 بتنظيم من مهرجانات بيت الدين الدولية، ثم كانت له حفلتان في بعلبك عامي 2010 و2016.

وأدّى الانفجار في 4 آب الجاري إلى مقتل أكثر من 190 شخصاً وإصابة أكثر من 6500 شخص بجروح وتشريد نحو 300 ألف من سكان بيروت ممن تضررت منازلهم ومؤسساتهم أو تدمرت.


MISS 3